كيف تُحب ذاتك بعد علاقات فاشلة؟
في كثيرٍ من الأحيان، ترى بعض الذين بذلوا قُصارى جهدهم في الحفاظ على علاقةٍ فاشلة قبل فشلها يقدرون ذاتهم فيما بعد، فهم حاولوا جاهدين الحفاظ على الاتصال بين الطرفين، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك فإن الشخص الذي تركه في نهاية المطاف لا يحب نفسه كثيرًا. نقدم لك هنا ستة اقتراحات كطريقةٍ لإحياء صورةٍ ذاتية إيجابية بعد فشل العلاقات.
أولًا، امتلك الشجاعة لتقييمك لنفسك في الانفصال، فإذا كنت تتصرف بطرق عصبية ومدمرة للعلاقة، اعترف بذلك لنفسك، واعلم ما الخطأ والمدمر في سلوكك واتخذ خطوات للتغيير. يمكنك حتى أن تبدأ في مسامحة نفسك فيما يخص الانفصال.
ثانيًا: إذا لم تساهم في زوال العلاقة، فلقد اعتدنا على سماع أن الأمر يحتاج إلى الاثنين لتدمير العلاقة، لكن هذا ليس صحيحًا ففي بعض الأحيان يمكن لشخصٍ واحد أن يدمر بشكلٍ مستقل ما حاول الآخر بناءه. فإذا لم تساهم في تدمير العلاقة، ابدأ في الاعتراف بذلك لنفسك، لم تكن مثاليًا في العلاقة لأن لا أحد هكذا. ومع ذلك فإن النقص نفسه ليس بالضرورة سببًا فعليًا لتدمير العلاقة.
ثالثًا: إذا قدَّمت أفضل ما عندك، فعندئذٍ يجب أن تدرك أنك لست مسؤولًا عن أخطاء وضعف الآخرين، والطرف الآخر حرٌ في اتخاذ قراراتٍ خاطئة، حتى لو كانت تلك القرارات تؤذيكما معًا.
رابعًا: حاول أن تمارس بنفسك فكرة القيمة المتأصلة، لديك قيمة وهي قيمة لا تقدر بثمن؛ لأنك شخصٌ مميز وفريد ولا يمكن الاستغناء عنه في هذا العالم، هذه القيمة غير مشروطة ولا تُكسب كنوعٍ من المكافأة على السلوك الجيد. وحتى من المنظور البيولوجي الدقيق فأنت لديك DNA فريد، حتى عندما يحين أجلك في هذا العالم لن يكون هناك شخص آخر مثلك على هذه الأرض أبدًا، أنت مميزٌ وفريد، ولا يمكن تعويضك أبدًا.
خامسًا: ابدأ في ممارسة فكرة أن لديك قيمة متأصلة أو مضمنة، ويمكنك القيام بذلك عن طريق توسيع المعرفة للآخرين أولًا ثم لك، فعلى سبيل المثال عندما تجتاز أشخاصًا في الشارع، يمكنك التفكير: “هذا الشخص لديه قيمة مضمنة لا يمكن اكتسابها، قد يكون هذا الشخص ضعيفًا أحيانًا ولكن هذا لا ينتقص من قيمته، وأنا أيضًا أتشارك هذا الأمر معهم، أنا أيضًا لدي قيمة متأصلة”.
سادسًا وأخيرًا: بمجرد تعزيزك لفكرة أنك شخص ذو قيمة، قم بتطبيق تلك المعرفة لنفسك في سياق علاقاتك السابقة وقل: “على الرغم من حقيقة أن هذا فشل، ولكن لديّ قيمة لا يمكن تقييمها بنجاحٍ أو فشل العلاقة، فأنا أكبر من تلك العلاقة، سأستمر في كوني مميزًا وفريدًا ولا يمكن الاستغناء عني بصرف النظر عن تلك العلاقة”.
كن على علمٍ أنك تريد الحفاظ على هذه الأفكار متوازنة في عقلك حتى لا تتحول إلى شخصيةٍ نرجسية، فإن النمو في معرفة القيمة المتأصلة خاصتك لا تكمن في نفور الآخرين منك. فإذا كان لنا جميعًا قيمة متأصلة، إذن فكلٌ منا له قيمة، حتى لو كان البعض يجنون المزيد من المال أو لديهم موهبة أكثر أو أي شيءٍ يفصل بيننا. ولكن عليك عدم استخدام ذلك المفهوم في الوصول لبعض الأشياء الخاطئة، فعلى سبيل المثال لنفترض أن لديك عادة المقامرة، وهي تستنفذ أموال العائلة بشكلٍ خطير، وأنت لا تريد أن تعلن عن قيمتها الكامنة لنفسك حتى تتمكن من الاستمرار في هذا الخطأ، نعم قد يكون لنا جميعًا قيمة متأصلة، لكننا جميعًا ناقصون ونحتاج إلى العمل على عيوب شخصيتنا بينما نحتفظ في نفس الوقت بإحساسنا بقيمتنا الحقيقية.
نحن أكثر من أفعالنا، نحن أكثر من رفض الآخرين لنا، نحن نملك قيمة غير مشروطة وغير محدودة لا أحد يستطيع سلبك إياها، حتى أولئك الذين يبتعدون عن علاقةٍ كان يمكن أن تكون رائعة لكما. فليتوفر لديك الأمل في أن يرى الشخص التالي أيضًا قيمة متأصلة لأولئك الذين لديهم علاقة ملتزمة، من أفضل الطرق للحصول على علاقةٍ مستقرة، هو إيجاد شخص ذي تفكيرٍ مشابه لتفكيرك يدرك أهمية القيمة الكامنة ويرى ذلك بوضوح في ذاته وفيك كذلك. فهل لديك في حياتك ذلك الشخص؟
كتابة: أميرة يحيي
مراجعة: راندا أحمد
تصميم: نهى عبدالمحسن
تحرير: إسراء وصفي