لماذا لا نبدو على ما يرام عندما ينجح أحدهم؟
الجميع تقريبًا يعرف هذا الشعور، إذا تمت ترقية صديق أو زميل وحقق نجاحًا وأصبح لديه منزل أكبر أو كسب المزيد من المال، فبدلًا من أن تشعر بالسعادة لهم تشعر بالاكتئاب والغضب، وهناك جزء منك يود أن يراهم يفشلون.
تشعر بالحرج أحيانًا من هذه المشاعر الحائرة ولا يمكنك أن تعترف بها لأصدقائك الآخرين وليس من المفترض أن نشعر بهذا الشعور، وتبدأ التفكير في أنهم لا يستحقون هذا أو أنهم يعتقدون أنهم الأفضل، أو تتمنى لهم الفشل.
بعد ذلك تبدأ التفكير في نفسك وأنك أقل منهم وأن الآخرين سيرونك تتراجع وتبدأ بلوم نفسك على أمور تأخرت فيها، فنحن نميل إلى حسد الناس الذين نقارن أنفسنا معهم. مجموعة المقارنة الاجتماعية الخاصة بك هي المجموعة التي تقيس بها نفسك؛ لذا قد تحسد زميلًا أو شقيقًا أو زميلًا في الفصل أو أحد أقاربك فنحن نحسد على الإنجازات التي نعتقد أنها إمكانيات لنا، لكننا لا نشعر بالثقة في تحقيقها. على سبيل المثال، قد لا تحسد شخصًا يفوز بجائزة نوبل؛ لأنهم خرجوا من دائرتك، لكنك تحسد زميلك الذي حصل على الترقية في مجالك المشترك. نحن أكثر احتمالا أن نحسد شخصًا ما عندما نفكر بأن ميزته ليست مستحقة له ونشعر بالظلم.
هنا تبدأ تفكر: هل أنا مريض؟
– مبدأيًا الحسد موجود عندنا كلنا حتى الأطفال، وفي غالب الأمر نريد أن نكون الأفضل؛ لذلك نشعر ببعض الحسد تجاه أي شخص آخر.
والحسد له 3 أنواع:
(1) الحسد الاكتئابي: نشعر به عندما نقارن أنفسنا بشخص آخر، ويكون هذا الشخص أفضل منا، فإنه غالبًا تشعر أنك خاسر أو فاشل وكأنك ترى أن نجاح هذا الشخص يعكس فشلك.
(2) الحسد العدائي: أن نجاح الشخص الآخر سبَّب لك شعورًا لا تستطيع تحمله، فتتمنى له الفشل وتستمتع إن سمعت أخبارًا مؤذية عنه، كالطلاق أو القبض عليه أو حتى التعرض لحوادث، فتشمت به.
(3) الحسد الحميد: ويُعتبَر نوعًا محايدًا من الحسد، كأن تلاحظ أن شخصًا آخر قد نجح وأنك معجب به وبنجاحه. يُعتبَر الحسد الحميد مفيد نسبيًا؛ لأنه ينبهنا ناحية نجاح الشخص الآخر ونبدأ نفكر أننا نتعلم منه.
إذًا، كيف يؤثر علينا الحسد؟
غالبًا ما يقودنا الحسد إلى الاكتئاب والقلق والغضب وتبدأ نفكر بتعجب واستغراب، فكيف لهذا الشخص أن يحصل على ترقية، وتفكيرنا هنا يُعتبَر غير منصف وهذا الإحساس من غير أي جدوى ودائما نحاول أن نتجنب رؤية هذا الشخص؛ لشعورنا أننا أقل منه.
في الغالب، لا يكون في مقدرتنا التحدث عن هذا الشعور، أو نعبر عنه في شكل شكاوى مستمرة، وفي بعض الحالات نشكل تحالفًا مع أشخاص آخرين لديهم نفس هذا الحسد وقد نتنازل عن التنافس؛ لأنه يُشعِرنا بالفشل.
كيف أتغلب على هذه الأفكار السلبية؟
– وجود الأفكار السلبية لديك، لا يعني أن عليك تصديق كل شيء تعتقده، ولا بد أن تفكر في طرق أكثر فائدة وأكثر تكيفًا وأكثر واقعية، وانظر إلى الأفكار العقلانية والتكيفية التي يمكن أن تساعدك على تجاوز حسدك.
كتابة: رندا أحمد
مراجعة: يارا عبدالوهاب
تصميم: عبدالرحمن سعد
تحرير: إسلام حمدي