غالبًا ما نستخدم الصفات والأهداف لفهم ما يفعله الآخرون، فعند تعاملنا مع أشخاص مختلفة حولنا، نريد أن نتنبأ بما سيفعلونه ولماذا يفعلون ذلك. اقترح العمل الرائد لهارولد كيلي “Harold Kelley” أن الناس يحاولون معرفة أسباب سلوك الآخرين، وفي بعض الحالات لا يوجد شيء لمعرفته، وذلك عندما يفعل الناس سلوكيات يفعلها كل شخص، ولكن عندما يشارك شخص ما في سلوك غير مألوف، فهناك شيء يجب شرحه. مثال: إذا رأيت رجل يصرخ على الكاشير في السوبر ماركت، فهذا سلوك غير متوقع نريد تفسيره.
قد تعتقد أن هناك شيئًا محددًا تسبب في هذا السلوك، ربما ارتكب الكاشير خطأً كبيرًا أثار غضب الزبون، أو أن العميل لديه هدف كان يحاول تحقيقه، مثل أن يكون عدوانيًا من أجل الحصول على شيء يختلف عن سياسة المتجر. الاحتمال الثالث هو أن الشخص لديه صفة أدت إلى هذا السلوك مثل كونه رجلًا سيئًا.
ولكن كيف يمكن للناس تحديد أي من هذه التفسيرات سوف تُعطى؟
تُشير الكثير من الدراسات أن الأشخاص يشرحون سلوكهم اعتمادًا على مواقف معينة، أو استنادًا إلى بعض سمات ذلك الشخص.
وقد تم دراسة هذا السؤال من خلال ورقة بحثية صدرت في شهر فبراير “2018” من مجلة “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” لـ “Irmak Okten” و”Gordon Moskowitz”، وتناقشوا في أنه عندما يكون لدى الناس سلوك غير عادي يريدون تفسيره، هناك بُعدَان يأخذونهم بعين الاعتبار أولهما ما إذا كان الشخص يقوم بالسلوك طوال الوقت وثانيهما ما إذا كان يفعل ذلك فقط في ظروف معينة، فتوصلوا أيضًا إلى أن السلوكيات التي تتسم بدرجة عالية من الاتساق (يتم إجراؤها طوال الوقت) وليست مميزة بشكل خاص يتم تفسيرها على أن هذا السلوك هو صفة هذا الشخص، ولكن السلوكيات التي لا تكون متسقة (لا يتم ذلك كثيرًا) أو السلوكيات المميزة تمامًا (تتم فقط في حالات محددة) تكون ناتجة عن هدف معين يُراد تحقيقه.
في المرة التالية التي تُشاهد فيها شخصًا يفعل شيئًا غير متوقع، فكر في التفسيرات التي تعطيها لسلوكه. للتعرف على ما إذا كنت تصنع أحكامًا حول سمات الأشخاص أو أهدافهم.
كتابة: يارا عبدالوهاب
مراجعة: راندا عارف
تصميم: أمنية عبدالفتاح
تحرير: علاء الدين محمود
