من السهل إخراج طاقة من المادة، فهل يمكن أن يحدث العكس؟
في هذا الصباح استيقظتُ على عجلةٍ من أمري وذهبت إلى المتجر لأشتري بعض الخضراوات، وصلت وأمليت على البائع طلبي وذهب ليحضره على الميزان وقفت في طابورٍ وحولي مختلف الأوجه منتظرين دورهم في الوزن، وخلفي هذا الرجل ضخم الجسد عريض الكتفين نافذ الصبر، أخيرًا جاء دوري عند الميزان، وتحت تأثير النوم وإضاءة المتجر الشديدة ونحن في وضح النهار قلت للبائع في عفوية “انتظر، ألن تطفئ الأنوار؟!”.
في عام 1915 وضع العالم (ألبرت أينشتاين) معادلته الشهيرة (E=mc2) والتي تعبر عن التكافؤ بين الكتلة والطاقة، ومنذ هذا التاريخ بدأت البشرية تاريخًا حافلًا بالأبحاث والإنجازات استنادًا لهذا المبدأ ولكن دعنا نفسر هذة المعادلة قليلًا.
معادلة أينشتاين تعني أن المادة أي كل ما يشغل حيزًا من الفراغ وله كتلة يكافؤها قدر معين من الطاقة أي طاقة وهذة العملية موجودة باستمرار في التفاعلات التي تحدث في الشمس على سبيل المثال أو حتى في شحن بطارية هاتفك، فالبطارية في حد ذاتها صورة من صور تحول الطاقة لمادة والمادة لطاقة.
ومع تتابع التطبيقات على هذه المعادلة ظهرت في عام 1934 عملية بريت ويلر (Breit-Wheeler process) والتي تُظهر أن تصادم فوتونين مع بعضهما البعض ينتج عنه إلكترون وبويزتون، والتي قد تُنبأ بها عام 1928 حسب نظرية الكم أن الإلكترون قد يحتوي على شحنة موجبة أو سالبة ولكن لم يكن قد تم النبؤ بمولد جُسيم جديد وهو البويزتون.
ولكن الأغرب أنه في عام 2014 قام بروفيسور (ستيفن روز) باقتراح طريقة جديدة للقيام بعملية بريت ويلر بدون استخدام أي جسيمات، سوف يقوم بها باستخدام الطاقة فقط وهذا هو النهج الذي يُختَبر الآن.
غالبًا، ليس البروفيسور روز وفريقه هم الوحيدون الذين يقومون باختبار هذة العملية، أو بمعنى أصح ليسوا الوحيدين الذين يحاولون (كسر الفراغات) وأخراج المادة من الطاقة، ولكن هذة العملية في حد ذاتها وحسب قول بروفيسور (روز) سوف تكون برهنة على معادلة أينشتاين، وينوي هو وفريقه عن طريق هذه العملية صنع ليزرين، أحدهما 1000، والآخر 1 مليون مرة بطاقة الضوء،
أما بالنسبة لعريض المنكبين الذي خلفي فلا أظنه يكترث كثيراً لتحويل الضوء إلى مادة ولا لهذا الطعام خاصتي من الأساس!
كتابة: محمد رضا
مراجعة: عمر ياسر
تصميم: ميار محمد
تحرير: سارة أبوزيادة