لقرون، كان العلماء مرتبكين بشأن واحد من أكثر مظاهر التجارب الإنسانية فوضوية، ولمَ علينا تحملها!
من الأسباب المنطقية للإسهال أنه يطرد العدوى بأسرع ما يمكن، وُجِد أن هذا التفسير يفتقر إلى الأدلة البيولوجية لإثباته.
في عام 2017، تَقدَّم الباحثون في علم الإسهال ليجدوا أننا قد نؤذي أنفسنا بشكل أكبر عن طريق منعه،
نظرية أن الإسهال يُنظِّف مُسبِّبات الأمراض في الأمعاء كانت محل نقاش لقرون، قالت واحدة من الفريق “جيرولد تيرنر” (Jerrold Turner) من “بريجهام” مستشفى “بوسطن” للنساء: “تأثيره على تقدم العدوى المعوية ما زالت صعبة الفهم. بحثنا لمعرفة دور الإسهال، ولرؤية أن منعه قد يُؤجِّل التَخلُّص من مُسبِّبات العدوى واستمرار المرض”.
“تيرنر” وفريقها مهتمون بوجهة نظر لتجربة الإسهال، كيف تَعبُر كل هذه المياه من الجدار المعوي؟
بالعمل مع نماذج لفئران، فحص العلماء الجدار المعوي ليكتشفوا كيفية مرور كميات كبيرة من المياه لعملية الإسهال.
أُصِيبَت الفئران ببكتيريا “Citrobacter rodentium”، وهي مشابهة لعدى “إيكولاي” “E.coli”.
اكتشف العلماء أن استجابة للعدوى بدأت الخلايا المناعية بالانجذاب للجدار المعوي، وأطلقت إشارة البدء لتكوين بروتين “interleukin-22″، هذا البروتين يُحفِّز خلايا الجدار المعوي لتكوين بروتين آخر يُسمَّى “claudin-2”.
وظيفة هذا البروتين هي التنظيم مع الخلايا لتكوين فتحات كبيرة في الجدار المعوي، فتستطيع كميات كبيرة من المياه أن تتدفق للأمعاء.
كل هذا حدث خلال يومين من الإصابة البكتيرية، أي قبل حدوث الالتهاب وتَضرُّر النسيج الذي يجعل الإصابة واضحة.
سُجِّل نشاط البروتين “claudin-2” في البشر من قبل، ولكن هذه أول مرة نرى علامات للتفاعل بينه وبين بروتين “interleukin-22” في حدوث عدوى بكتيرية.
وعلى الرغم من أن حدوث الإسهال قد يكون كابوسًا، إلا أن عدم حدوثه يكون نتائجه أسوء. يُوضِّح لنا هذا البحث أن الأدوية التي تمنع نشاط بروتين “claudin-2” قد يكون يكون لها تأثير سلبي أكبر من تأثيرها الإيجابي، لقد كنا نُقلِّل من أهمية أنه يمنع عدوى أكثر خطورة واستمرارية.
“يستمر الناس في أخذ أدوية تمنع الإسهال، ولكن يجب أن نكون حذرين بهذا الشأن، في حالة مُسبِّبات العدوى، إذا منعت الإسهال؛ فإنك تجعل الأمور أسوء”.
كتابة: نوران جودي
مراجعة: عمر سند
تصميم: ميار محمد
تحرير: إسلام حمدي
