التاريخ والأدب

7 أسباب جعلت الإسكندر المقدونى يدعى بالإسكندر الأكبر

عندما تُوفي الإسكندر الثالث المقدونى، المعروف باسم الإسكندر الأكبر (356-323 قبل الميلاد) -والذي حكم منطقة امتدت على ثلاث قارات وغطت ما يقرب من 5 ملايين كيلومتر مربع- لم يكن فقط ملكًا لبلده مقدونيا الأصلية، بل كان أيضًا حاكمًا للإغريق وملك فارس وحتى الفرعون المصرى.

فما هي الأسباب التي أهَّلته بأن يُدعى بالأكبر؟!

1- كان الفيسلوف الشهير أرسطو معلماً للإسكندر:
في القرن الرابع قبل الميلاد، كان الشاب يتعلم من سن 14 إلى 16 عامًا على يد أرسطو، أحد آباء الفلسفة الغربية، ويمكن القول إنه أعظم عقل فكري للعالم اليوناني القديم.
لكن السؤال المهم ما هو تأثير أرسطو الفعلي على الشاب الذي سيصبح الإسكندر الأكبر؟
لا يمكن للمؤرخين إلا التخمين فقط. فكما كتب أستاذ اللغة اليونانية الأيرلندي مايكل تيرني (Michael Tierney) في دراسة أجراها عام 1942 عن الإسكندر وأرسطو: “لقد تحقق تقدم كبير في العلم، وخاصة في المعرفة الجغرافية، نتيجة لحملات الإسكندر، وقد كان ذلك بلا شك بسبب أرسطو”.

أما عن تأثير أرسطو على الإسكندر من الناحية السياسية، فتُجيب المؤرخة إليزابيث كارني (Elizabeth Carney) من جامعة كليمسون (Clemson University) الأمريكية: “أنا أميل إلى القول لا على الإطلاق، كما أنه يصعب تَخيُّل بأن قرارات إنسان آخر الشخصية تؤثر على حياة الناس لعدة قرون مع الإسكندر”.

2- أن والد الإسكندر كان ملكًا عظيمًا أيضا:
تولى الإسكندر العرش وهو في سن 20 عامًا بعد اغتيال والده فيليب الثاني عام 336 قبل الميلاد، وورث قوة عسكرية عظمى ساعدته في توحيد مقدونيا مرة أخرى وغزو أراضي جديدة.
وهذا ربما ما ساعده على تحقيق عظمته التي قد تكون مهمة صعبة بدون قوة فيليب الثاني العسكرية، كما لا يزال المؤرخون يكافحون لمعرفة من يستحق التقدير الأكبر للهيمنة على مقدونيا.
كما تستحق والدته “الملكة أوليمبياس” الفضل في صعوده إلى العظمة أيضًا، فكما يذكر المؤرخون اليونانيون أن لديها عدة ورثة منافسين للعرش.

3- الإسكندر عرف كيف يسحق التمرد:
بعد وفاة والده فيليب الثاني، حاولت عدة بلدان وأقاليم خاضعة للسيطرة المقدونية أن تتحرر. وبينما كان الإسكندر منشغلاً في استعادة ممالك تراقيا وإليريا الشمالية إلى مملكته، سمع القادة اليونانيون في طيبة شائعات بأن الإسكندر قد قُتل بالفعل في المعركة.
وعندما تلقى الإسكندر خبرًا مفاده أن الحامية المقدونية في طيبة كانت تتعرض للهجوم، تقدم بجيشه للقتال بسرعة، وقطع 482 كيلومترًا في غضون 12 يومًا فقط. وقرر الإسكندر بعد معركة طيبة إرسال رسالة واضحة مضمونها أن كلَّ من يتعدى على مملكة مقدونيا لن يُهزم فقط بل سيتم طمسه، وهذا ما طبقه بالفعل.

4- الإسكندر وحكم الإمبراطورية الفارسية:
حَكمت الإمبراطورية الفارسية البحر الأبيض المتوسط ​​لمدة قرنين من الزمان عندما قام الإسكندر بمسيرة بجيشه المكون من 50000 رجل عبر هيليسبونت (مضيق الدردنيل حاليًا) لمواجهة الملك داريوس الثالث، الذي قيل إنه كان يقود جيشًا فارسيًا يضم أكثر من 2.5 مليون رجل.

ولكن بعد عدة معارك دامية، تم اغتيال داريوس على يد أحد أبناء عمومته وتم عرض رأسه على الإسكندر، وتُوج الإسكندر بالملك الجديد لكل بلاد فارس، مما مدد الإمبراطورية المقدونية من فلسطين والعراق وإيران إلى أفغانستان حاليًا.

5- عولمة الإسكندر وتحقيقها في إمبراطوريته الشاسعة:
لم يكن الإسكندر متعصبًا لليونانية، ولا عازمًا على فرض العادات اليونانية على كل الأراضي التي غزاها، بل قام بدمج العادات الأجنبية والمعتقدات الدينية في نسيج إمبراطوريته المتنامية، وبذالك نال ولاء رعاياه. وكانت النتيجة وجود قوة تجارية وعسكرية حكمت البحر المتوسط ​​والشرق الأدنى تتعامل باللغة اليونانية لمدة ثلاثة قرون.

6- أصبحت الإسكندرية العاصمة الفكرية للعالم:
أسس الإسكندر أكثر من 70 مدينة خلال مسيرته التي استمرت ثمانية أعوام على مساحة 17703 كيلومترًا تمتد على أنحاء الشرق الأوسط والشرق الأدنى، وأعظم تلك المدن هي الإسكندرية في مصر.

على الرغم من أن الإسكندر اختار المكان المناسب للمدينة الساحلية التي تحمل اسمه، إلا أنه لم يصممها ولم يعِش لفترة كافية لرؤيتها تزدهر.
وبعد وفاة الإسكندر، تم تقسيم الإمبراطورية إلى ثلاثة أقسام وحكمها كلًّا من جنرالاته، وسقطت مصر تحت حكم بطليموس الأول (367 -283 قبل الميلاد) وأصبحت تسمى المملكة البطلمية.

تحدث البطالمة باللغة اليونانية المقدونية وملأوا الإسكندرية بمباني عامة على الطراز اليوناني، بما في ذلك المكتبة الشهيرة، التي كانت تحتوى على ما يقدر بنحو 700000 مخطوطة، وهو أكبر مستودع للمعرفة في العالم القديم، ودرَّس فيها كبار علماء العصر أمثال إقليدس وأرشميدس في الإسكندرية. وقادت البحرية البطلمية أسطولًا ضخمًا لاكتشاف العالم القديم.

7- قد يكون البطل الأول فى العالم:
كُتبت بطولات الإسكندر في سلسلة من قصص المغامرات الخيالية المسماة “قصة الإسكندر الرومانسية”، والتي يعود تاريخ بعضها إلى ما يقرب من قرن منذ وفاته عام 323 قبل الميلاد، وأشارت إليه معظم النصوص الدينية، وتم تجسيده في الأدب الشعبي.

 

المصدر

كتابة: حمّاد بن عيسى

مراجعة: منة الله محمد منصور

تحرير: شدوى محمود

تصميم: أمنية عبد الفتاح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى