الرمد الحُبيبي (Trachoma) | أحد مسببات العمى!
الرمد الحُبيبي من الأمراض المُتوطنة في مصر، قد يُؤدي إهماله إلى العمى!
فما هو مصدر هذه العدوى؟ وما هي أعراضه؟
سنُناقش هذا بالتفصيل في مقالنا التالي، كما سنعرض أسباب الإصابة به، وكيفية الوقاية منه.
ما هو الرمد الحُبيبي؟
هو عدوى بكتيرية تُصيب العين، وتُسببها بكتيريا الكلاميديا الحثرية.
الرمد الحُبيبي مرض مُعدِ، ينتشر من خلال مُلامسة العين والجفون، وإفرازات الأنف أو الحلق للأشخاص المُصابين. يُمكن أيضًا أن ينتقل عن طريق التعامُل مع العناصر الحاملة للبكتريا، مثل المناديل.
بدايةً، قد يُسبب حكة خفيفة وتهيُّجًا في العين والجفون، ثم انتفاخ الجفون، وخروج الصديد من العين.
الرمد الحُبيبي هو السبب الرئيسي للعمى، خاصةً في المناطق الفقيرة من إفريقيا؛ إذ يُقيم بها 85% من المُصابين بالتراخوما النشطة، ويُمكن أن تصل مُعدلات الإصابة بين الأطفال دون سن الخامسة إلى 60% أو أكثر.
ولكن، ما هي الأعراض التي تظهر على المُصابين بالرمد الحُبيبي؟ تابعوا معي.
الأعراض
1- حكة خفيفة، وتهيُّج في العين والجفون.
2- إفرازات من العين، تحتوي على مخاط أو صديد.
3- تورم الجفن.
4- حساسية الضوء (رهاب الضوء).
5- ألم في العين.
6- احمرار العين.
7- فقدان البصر في أصعب الحالات.
الأطفال بشكل خاص عُرضة للإصابة، ولكن المرض يتقدم ببطء، وقد لا تظهر الأعراض الأكثر إيلامًا حتى سن البلوغ.
مراحل تطوُّر الرمد الحُبيبي
حددت مُنظمة الصحة العالمية (WHO) خمس مراحل لتطوُّر التراخوما:
1- التهاب جُرَيبي:
تحتوي العدوى المُبكرة على خمس بُصيلات أو أكثر -نتوءات صغيرة تحتوي على الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء- يُمكن أن تُصبح مرئية على السطح الداخلي للجفن العلوي (المُلتحمة).
2- التهاب شديد:
في هذه المرحلة، تكون العين شديدة العدوى وتُصبح مُتهيجة، مع سماكة أو تورُّم في الجفن العلوي.
3- تندب الجفن:
تُؤدي الالتهابات المُتكررة إلى ظهور ندوب في الجفن الداخلي؛ إذ تظهر الندبات غالبًا على شكل خطوط بيضاء عند فحصها باستخدام التكبير.
4- الرموش المُنعكسة (داء الشعرة):
تستمر البطانة الداخلية المُتندبة في الجفن في التشوُّه، مما يتسبب في استدارة الرموش، بحيث تحتك وتخدش السطح الخارجي الشفاف للعين (القرنية).
5- تغيُّم القرنية (عتامة):
تتأثر القرنية بالتهاب أكثر شيوعًا تحت الجفن العلوي، ويُؤدي الالتهاب المُستمر الذي يتفاقم بسبب الخدش من الرموش إلى تعكُر القرنية.
تكون جميع علامات التراخوما أكثر حدة في الجفن العلوي منها في الجفن السفلي.
أسباب الرمد الحُبيبي
تنتُج التراخوما عن أنواع فرعية مُعينة من المُتدثرة الحثرية، وهي جرثومة يُمكن أن تُسبب أيضًا عدوى الكلاميديا المنقولة جنسيًا.
تنتشر التراخوما من خلال مُلامسة إفرازات من عين أو أنف شخص مُصاب. يُمكن أن تكون الأيدي والملابس والمناشف والحشرات طرقًا للانتقال.
في البلدان النامية، يُعتبر الذباب الساعي للعين أيضًا وسيلة لانتقال العدوى.
عوامل الخطر
تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالرمد الحُبيبي ما يلي:
1- الظروف المعيشية المُتدنية:
الأشخاص الذين يعيشون في الدول النامية أكثر عُرضة للإصابة العدوى.
2- الظروف الصحية السيئة:
تُساعد الظروف الصحية السيئة، وعدم كفاية الوصول إلى المياه، ونقص النظافة على انتشار المرض.
3- المراحل العُمرية:
في المناطق التي ينشط فيها المرض، يكون أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات.
4- الجنس:
في بعض المناطق، يكون مُعدل إصابة النساء بالمرض أعلى بمرتين إلى ستة أضعاف مُعدل إصابة الرجال.
قد يُعزى هذا إلى حقيقة أن النساء أكثر اتصالًا بالأطفال، الذين يُشكلون المُستودع الأساسي للعدوى.
5- الحشرات:
قد يكون الأشخاص الذين يعيشون في مناطق يصعب السيطرة على أعداد الذباب فيها أكثر عُرضة للإصابة.
المُضاعفات
يُمكن علاج نوبة واحدة من الرمد الحُبيبي، التي تُسببها المُتدثرة الحثرية بسهولة من خلال الكشف المُبكر، واستخدام المُضادات الحيوية.
ولكن، قد تُؤدي العدوى المُتكررة أو الثانوية إلى مُضاعفات، بما في ذلك:
1- ظهور ندوب في الجفن الداخلي.
2- تشوُّهات الجفن، مثل الجفن المطوي إلى الداخل (الشتر الداخلي)، أو الرموش المُنغرزة (داء الشعرة)، والتي يُمكن أن تخدش القرنية.
3- ندوب القرنية أو تعكُرها.
4- فقدان الرؤية الجزئي أو الكلي.
الوقاية
إذا عُولِج الرمد الحُبيبي بالمُضادات الحيوية أو الجراحة، فإن الإصابة مرة أخرى هي مصدر قلق دائم.
لحمايتك وسلامة الآخرين، تأكد من فحص أفراد الأسرة أو الآخرين الذين تعيش معهم.
يُمكن أن تحدث التراخوما في جميع أنحاء العالم، ولكنها أكثر شيوعًا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط ومنطقة المُحيط الهادئ.
يجب عليكَ تَوخِّي الحذر عندما تكون في المناطق التي تكون فيها التراخوما نشطة.
احرص دائمًا على تتبُع آليات النظافة كما يلي:
1- غسل الوجه واليدين:
قد يُساعد الحِفاظ على نظافة الوجه واليدين في كسر حلقة العدوى مرة أخرى.
2- التحكُم في الذباب:
يُمكن أن يُساعد تقليل أعداد الذباب في القضاء على مصدر انتقال العدوى.
3- الإدارة السليمة للنفايات:
يُمكن أن يُؤدي التخلُص من النفايات الحيوانية والبشرية بشكل صحيح إلى تقليل مناطق تكاثُر الذباب.
4- تحسين الوصول إلى المياه:
يُمكن أن يُساعد وجود مصدر مياه عذبة قريب في تحسين الظروف الصحية.
الخطة العلاجية
تعتمد خيارات علاج التراخوما على مرحلة المرض، فهناك علاج بالأدوية أو الجراحة:
- الأدوية
في المراحل المُبكرة من التراخوما، قد يكون العلاج بالمُضادات الحيوية وحدها كافيًا للقضاء على العدوى.
قد يصف الطبيب مرهم التتراسيكلين للعين، أو أزيثروميسين عن طريق الفم (زيثروماكس). - الجراحة
قد يتطلب علاج المراحل المُتأخرة من الرمد الحُبيبي -بما في ذلك تشوُّهات الجفن المُؤلمة- الجراحة.
(أ) جراحة تدوير الجفن (الدوران الرصغي الصفائحي):
يحد من تندُب القرنية، وقد يُساعد في منع المزيد من فقدان الرؤية.
(ب) زرع القرنية:
إذا أصبحت القرنية غائمة بما يكفي لإضعاف الرؤية بشكل خطير، فقد يكون هذا خيارًا يُمكن أن يُحسّن الرؤية.
(ج) جراحة لإزالة الرموش (إزالة الشعر):
قد تحتاج بعض الحالات إلى هذه الجراحة بشكل مُتكرر.
لا يُوجد لقاح للتراخوما، ولكن الوقاية مُمكنة.
لقد طورت مُنظمة الصحة العالمية استراتيجية للوقاية من الرمد الحُبيبي بهدف القضاء عليه بحلول عام 2020.
وبينما لم يتحقق الهدف بالكامل، انخفض عدد الحالات بشكل كبير.
المصادر: 1
كتابة: مي أبوزيد
مراجعة: آية المعتز
تدقيق لغوي: أسماء مالك