التنبؤ بالطقس يُلقي الضوء على أين ومتى ستطير الطيور؟
إن استخدام مزيج من الذكاء الاصطناعي والتنبؤ بالطقس يُمكن أن يساعد العلماء على التنبؤ بحركات ملايين الطيور ودعم أهداف الحفاظ عليها. فوفقًا لأبحاث جامعة أكسفورد الجديدة، أُجريت هذه الدراسة بالتعاون مع جامعة كورنيل، وهي الدراسة التي نُشرت في مجلة “Science” العلمية، والتي تتحدث عن قدرة العلماء الآن على التنبؤ بشكلٍ موثوقٍ بهجرة الطيور عبر الولايات المتحدة مسبقًا بسبعة أيام على الأقل.
وتكشف عن الأساليب الأساسية التي تتنبأ بالهجرة، والتي يُمكن استخدامها كأداة للحفاظ على الطيور. فسبتمبر هو ذروة هجرة الطيور الخريفية، وبلايين الطيور تتوغل جنوبًا على هيئة نبضات دراماتيكية، في هذه الدراسة راجع الباحثون 23 سنة من هجرة الطيور الربيعية عبر الولايات المتحدة باستخدام 143 رادارًا للطقس وأجهزة استشعار شديدة الحساسية، استطاع العلماء استخدامها لمراقبة تحركات الطيور، وقاموا ببرمجة نموذج آلي لربط ظروف الطقس بمستويات هجرة الطيور في جميع أنحاء البلاد.
تم تفسير 80٪ من الاختلاف في معدل هجرة الطيور باستخدام النموذج. وقال بنجامين فان دورين -وهو طالب الدكتوراه في جامعة أكسفورد وخريج جامعة كورنيل-: “معظم الطيور المغردة تُهاجر في الليل وتهتم بالطقس، ونموذجنا يُحول توقعات الطقس إلى توقعات هجرة الطيور عبر القارة”.
يتطلب إكمال الهجرة السنوية قدرة عالية على التحمل، واستخدام التنبؤ يساعد العلماء على الحد من التهديدات البشرية التي تتعرض لها الطيور المهاجرة، مثل: التشويش بسبب أضواء المدينة، اصطدامها بالمباني الشاهقة وخطوط الكهرباء التي يمكن أن تعوق رحلتها، عدم العثور على مكان مناسب للتوقف أو إعادة التغذية على طول الطريق يُمكن أن يُؤدي إلى عدم إنهاء الطيور رحلتها في الوقت المحدد أو الوصول في حالة غير صالحة للتكاثر. يقول المؤلف المشارك كايل هورتون: “إن القدرة على التنبؤ بمكان وزمان تحليق الطيور هو أمرٌ أساسي لأهداف الحفاظ عليها، بالإضافة إلى التنبؤ بمعدلات الهجرة”.
استخدم فان دورين وهورتون النموذج لتقدير حركات الهجرة الليلية في جميع أنحاء البلاد خلال ذروة الهجرة في أوائل شهر مايو، ويقولون:”إن أكثر من 420 مليون طائر يمرون في كل ليلة، وقد استخدمنا 12 متغيرًا لنموذج توزيع الطيور المهاجرة عبر القارة”. ويشرح فان دورين قائلًا: “كانت درجة الحرارة هي المتغير الأكثر أهميةً، حيث كانت كثافة الهجرة أكبر في الليالي الدافئة؛ ربما لأن درجات الحرارة الدافئة عادةً ما تجلب الرياح المواتية وظهور الأوراق والحشرات”.
تم إصدار خرائط توقعات الهجرة الأولى المستندة إلى هذا البحث للجمهور في وقتٍ سابقٍ من هذا العام على موقع BirdCast، حيث يتم تحديثها كل ستِ ساعات، وبالإضافة إلى الخرائط التي تتنبأ بتحركات الطيور قبل ثلاثة أيام، يعرض الموقع أيضًا حركات الطيور في الوقت الفعلي استنادًا إلى رادار الطقس الحالي، ويقول هورتون: “لقد أضاءت الرادارات حركة الطيور منذ ما يقرب من 75 عامًا، ولا تزال هناك اكتشافات متكاملة يُمكن إجراؤها”، وأضاف: “نحن متحمسون لتقديم توقعات الخريف للمرة الأولى”.
كتابة: عبدالله الحرباوي
مراجعة: سلفيا أمير
تصميم: أحمد سرور
تحرير: هدير رمضان