البيئة والطاقة

هل لديك علم بأن تلك العطور التي تستمتع بها، قد أحبتها الديناصورات أولاً؟

للأزهار فوائد كثيرة وتُستخدم في مجالات شتى اليوم، أهم هذة المجالات صناعة العطور، لكن هل نحن أول الكائنات التى إستمتعت بهذ’ العطور على الأرض؟

ربما الإجابة “بلا” تضع علامات الإستفهام في ذهنك، وينتابك الفضول حول هذة الكائنات التى سبقتنا وإستمتعت بهذه العطور من قبلنا، ولعلك ستندهش أكثر عند معرفتك بأن هذه الكائنات هى الديناصورات، تلك الحيوانات المنقرضة منذ ما يقرب من 65 مليون سنة مضت، فقد كشف أحد علماء الحشرات عن أن روائح النباتات الزهرية كانت موجودة بالنباتات البدائية منذ حوالى 100 مليون سنة، وكانت تجذب الكائنات الأخرى، وتلك الروائح مكونة من مركبات، وهى التى نستخدمها اليوم فى صناعة العطور والكولونيات، بالرغم من أن روائح هذه الأزهار اليوم تحتوي على بتلات ملونة أيضا والتى تجذب الحشرات لإتمام عملية التلقيح، إلا أن روائحها كانت تقوم فى الماضى بجذب الزواحف العملاقة، ألا وهى الديناصورات، مما يعنى أن هذة الزهور لم تعتمد إلا على الروائح لجذب الحشرات والزواحف العملاقة.

 

وقام الباحثون بفحص زهور كانت محفوظة بالكهرمان من بورما، بما في ذلك زهرة نبات الغار، وهى زهرة منقرضة الآن “Cascolaurus burmensis” وزهرة نبات ال “Tropidogyne pentaptera”، وكشف البحث أن المركبات الكيميائية الموجودة بالزهور، والتي تمثل أساس العطور والكولونيا التي نستخدمها اليوم، تجذب الحشرات والحيوانات الأخرى منذ منتصف العصر الطباشيري، ومن الصعب اكتشاف هذة الروائح أو تحليل المواد الكيميائية الموجودة بأحافير هذه الأزهار، لكن يمكن دراسة الأنسجة المسئولة عن هذة الروائح، والأنسجة الإفرازية الزهرية التي تُنتج هذة الروائح هى غدة الرحيق “Nectaries”، وال ” Trichomes “، وال”Eliaphores”، وال”Osmophores”؛ فغدة الرحيق من الغدد التي تنتج العطور التى تحبها الحشرات، بينما ال”Trichoms” هى تلك الشعيرات المتصلة بالخلية ودورها هو ارسال المواد الإفرازية المُعطرة، وتقوم ال “Eliaphores” بملاحقة الغدد الزيتية العطرية، وال” Osmophores ” هى مجموعة من الخلايا متخصصة فى إنبعاث رائحة الأزهار.

 

ووجدت الدراسة أيضا أن الأنسجة الإفرازية لهذة الزهور الطباشيرية متشابهة في البنية لتلك الحديثة، وهذا يشير إلى أن الزهور الحديثة والقديمة من نفس الأنساب أنتجت نفس العطور، وكانت بعض الزهور التي تم دراستها فى المرحلة العمرية التى بها يتم إنبعاث الروائح العطرية، عندما تم حفظها فى الراتنج الذى تحول فيما بعد لكهرمان، وشملت الدراسة أيضا زهرة دهن الحليب “Discoflorus neotropicus”، وزهرة الأكاسيا “Senegalia eocaribbeansis”، وجدوهم في كهرمان بدولة الدومينيكان، وكان يتراوح عمرهما بين 20 و 30 مليون سنة، حيث كانت غدد المتك بأحفورة زهرة أكاسيا جذابة بشكل خاص للنحل، وإحدها كانت متحجرة أثناء زيارة الأسدية، واليوم لا يزال نحل العسل يزور أزهار الأكاسيا التي لديها نفس النوع من غدد النباتات التي كانت موجودة في القديم.

المصدر

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: حازم محمود

تصميم: عمر حسن

تحرير: سارة أبوزيادة

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى