الماس والتيتانيوم يحميان المحيط من البلاستيك
من المعروف عند البعض، أن معظم الملابس التي نرتديها مصنوعة من البلاستيك. فعند غسل مثل تلك الملابس المصنوعة من البوليستر أو النايلون أو الأكريليك، تزاح الألياف البلاستيكية الرقيقة من الملابس وتدخل في مياه الصرف، فيشكل ذلك مشكلة كبيرة في كيفية التخلص من الألياف البلاستيكية الدقيقة في مياه الصرف لدينا.
وقد تم نشر بحث علمي في تقرير بعنوان “كسر الموجة البلاستيكية”، حيث يوضح هذا التقرير بحدوث زيادة في كمية البلاستيك التي تدخل المحيط كل عام بمعدل ١١ إلى ٢٩ مليون طن متري خلال العشرين عامًا من الأعوام القادمة، ونظرًا لأن البلاستيك يمكنه البقاء في المحيط لمئات السنين دون أن يتحلل؛ فإنه مع حلول ٢٠٤٠ ستصل كمية البلاستيك المتراكمة في المحيط إلى ٦٠٠ مليون طن.
ووضّح أيضًا العلماء من خلال ورقة علمية نٌشرت في المعهد الوطني للبحث العلمي في كندا (The Institute National de la Recherche Scientifique) “إن وجود الألياف الدقيقة من البلاستيك في البيئة البحرية، يشكل مشكلة مهمة ترتبط بتلوث المياه، فهي تقوم بامتصاص المواد السامة الموجودة في المحيط، ومن المحتمل أن تبتلع الكائنات البحرية تلك الألياف الحاملة للمواد السامة؛ ومن ثم يمكن أن تصل إلى الإنسان وتضره.”
ووُجِد أن هناك عدة طرق للتخلص من البلاستيك في المحيط، بداية من العبوات البلاستيكية إلى إطارات السيارات. ومن الطرق الجديدة لإزالة البلاستيك “الأكسدة الكهربائية”، ففيها يتم استخدام أقطاب كهربائية لا تلتقط الألياف البلاستيكية فحسب، بل تفككها بالكامل من خلال توليد الهيدروكسيل (OH) الذي يهاجم البلاستيك.
يوضح أحد الباحثين باتريك دروغوي عالم التكنولوجيا الكهربائية (Patrick Drogui): “تعتبر هذه العملية صديقة للبيئة، فهي تقوم بتحليل البلاستيك إلى ثاني أكسيد الكربون (CO2) وماء (H2O)، وهما لا يسببون أي ضرر للنظام البيئي.
وقد قام الباحثون بتجارب استخدموا فيها أقطاب البورون المطّعم بالتيتانيوم والماس على مياه ملوثة بمكيروبيدات البوليسترين (Polystyrene Microbeads) بحجم ٢٦ ميكرومتر. وبعد مرور ٦ ساعات، وجدوا أن ٨٩% من البلاستيك قد تحلل.
على الرغم من النتائج العظيمة التي قدمتها تلك الطريقة، إلا أن هناك عوائق تواجه تطبيقها؛ كالماس، فهو مكلف على الرغم من أن العلماء وضحوا إمكانية استخدام المكونات لعدة سنوات. أما العائق الآخر، إنهم في حاجة إلى إجراء التجربة باستخدام مياه صرف واقعية، وذلك لتحديد ما إذا كانت العملية فعالة خلال وجود ملوثات أخرى أم لا.
ولا تعتبر الأكسدة الكهربائية الطريقة الوحيدة للتخلص من البلاستيك في مياه الصرف، فالعديد من محطات معالجة مياه الصرف تستخدم تقنية يُزال فيها ٩٩% من الأجزاء البلاستيكية التي يزيد حجمها عن ٢٠ ميكرومتر.
أما في المستقبل، يأمل العلماء في دمج فكرة الأكسدة الكهربائية للمغاسل التجارية أو حتى إلى غسالتك، ولكن يظل ذلك بعيد المنال. وما زالت تعتبر إحدى أفضل الطرق لمنع تسرب البلاستيك من الملابس إلى مياه الصرف، هي أن نتوقف عن استخدام البلاستيك في صناعة الملابس.
كتابة: علا سيد
مراجعة: آية أسامة
تدقيق لغوي: شدوى محمود