المبيدات الحشرية تضر البيئة وتقتل الإنسان!
لعلك سمعت من قبل عن أنواعٍ مختلفة من المبيدات، أو لجأت لأيٍ منها خلال الممارسات اليومية، ولكن هل تعرف ما أصل المبيدات؟ وما هي أضرارها ومنافعها؟ هذا ما سنتناوله في المقال التالي.
-
ما هي المبيدات؟
المبيدات هي مواد عضوية سامة، تستخدم لقتل الحيوانات أو الفطريات أو النباتات التي تتسبب في أضرار اقتصادية للحاصلات الزراعية، أو قد تشكل خطرًا على صحة الحيوانات الأليفة أو البشر. وتتمثل آلية عمل المبيدات في أنها تتسبب في حدوث خلل في عمليات التمثيل الغذائي للكائن الحي غير المرغوب، وغالبًا ما يتم تصنيفها وفقًا لنوع الكائن الحي المراد السيطرة عليه، مثل: (مبيدات الأعشاب، مبيدات الحشرات، مبيدات الفطريات، وهكذا…)، ولنتحدث عن المبيدات الحشرية بشيء من التفصيل.
-
الغرض من استخدام المبيدات الحشرية
تُعد الإصابات الحشرية التي تصيب الحاصلات الزراعية؛ من أهم المشاكل التي تتسبب في خسارة للدول بشكلٍ عام وللمزارعين خاصة، حيث تتسبب في خسارة المحصول أو تقلل من قيمته الاقتصادية.
تُستخدم المبيدات العشبية والفطرية بشكل متكرر أثناء العمليات الزراعية لِمَا لها من تأثير وقائيٍ فعّال، ولكن نلجأ لاستخدام المبيدات الحشرية فقط في حالات الإصابة الحشرية الحادة. وفقًا لذلك، يتم استخدام جرعات عالية بشكل متقطّع في الحقول لتحقيق النتائج المرجوة.
ولكن ما هي الآثار السلبية التي قد تنجم عن استخدام المبيدات الحشرية، خصوصًا على البيئة؟
المشكلة في استخدام المبيدات الحشرية أنها يمكن أن تنتقل من المناطق المستهدفة إلى أجزاء أخرى من البيئة، مثل: أحواض الصيد والمجاري المائية القريبة، والمبيدات الحشرية مواد عضوية غير قابلة للذوبان في الماء، إلا أنها تتشبث بالمواد العالقة في المياه، مثل: حبيبات الطين، والمواد العضوية الأخرى، فتسبب تلوث المياه.
على الرغم من أن مدة بقاء المبيدات الحشرية في البيئة قصيرة جدًا؛ إلا أن هذه المواد -شديدة السميّة- تُشكل خطرًا كبيرًا على الموارد المائية، حيث يمكن أن تكون ضارة للحشرات المائية واللافقاريات الأخرى، كما أنها قد تتراكم في التربة وتسبب مشاكل عديدة، منها: تلوث التربة، وذلك نتيجة لأن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة ليس لها القدرة على تحليل العديد من المبيدات، مثل: مركب الـ DDT، والهيدروكربونات المكلورة.
-
ما هي التدابير اللازمة للحفاظ على الموارد المائية؟
يمكن الحد من تلوث موارد المياه من خلال عدد من التدابير الفعّالة، على سبيل المثال: وجود مسافات منتظمة وواسعة بين المنطقة المستخدمة في الزراعة، ومنطقة تواجد موارد المياه. علاوة على ذلك، يمكن إحاطة الحقل عند الحواف مما يقلل من معدل رش المبيدات وكذلك التحكم في عدم انتقال المبيدات لأجزاء أخرى، وذلك تبعًا لدراسة أجريت في معهد العلوم البيئية في ألمانيا.
ولعلك تراودك عزيزي القاريء بعض المخاوف بشأن استخدام المبيدات الحشرية على صحتك وصحة أسرتك!
أثبتت الدراسات أن الآثار السلبية للمبيدات الحشرية لا تتعلق بالبيئة فقط! بل تؤثر أيضًا على صحة الإنسان. معظمنا يُفضل تناول الفاكهة والخضراوات العضوية، وذلك لعدم استخدام المبيدات الحشرية في هذا النمط من الزراعة، أو استخدامها ولكن بنسب ومعايير دولية معينة، وهذا هو الأفضل من وجهة نظري. على سبيل المثال، عندما تتناول تفاحة غير عضوية، فأنت تأكل أيضًا أكثر من 30 مبيدًا مختلفًا تم رشه على التفاح، حتى إذا قمت بغسلها فلا يزال هناك العديد من المبيدات العالقة بها، ويمكن أن تتسرب إلى الخضراوات أيضًا.
يتم تخزين المبيدات الحشرية في الجسم على هيئة سموم في القولون، ويتبعه تسمم للجسم ولكن ببطء وثبات لدرجة أنك لا تدرك ذلك. ومن أهم الأمراض التي تصيب الإنسان نتيجة تراكم المبيدات داخل الجسم: السرطان، الزهايمر، اضطرابات الجهاز العصبي والتناسلي، كما أنه ضار جدًا بالأجنَّة، حيث ينتقل من الأم للجنين أثناء فترة الحمل، وأثناء عملية الرضاعة.
والآن القرار متروك لك بشأن الحفاظ على صحتك وصحة أسرتك، وبالطبع سلامة البيئة!