البيئة والطاقة

الطبيعة تستعين بالحروب والأوبئة لإنقاذها!

الطبيعة هي الملجأ والملاذ لكل الكائنات الحية على كوكب الأرض، فالحيوانات بدأت تتأثر بعدم سلامة الطبيعة، وكذلك النباتات، الحشرات، وحتى الإنسان الذي يعتبر العامل الرئيسي لحدوث خلل في للطبيعة، لذا؛ كان من المؤسف أن تأتي الحروب والأوبئة لتمثل الدرع الواقي للطبيعة ضد الإنسان، بل وتتسبب في زهق عدد من الأرواح كضريبة لما فعله الإنسان بالبيئة والطبيعة، ومن ضمن هذه الأوبئة هو الفيروس التاجي المستجد، فيروس كورونا، ولنتعرف على أهم الآثار الإيجابية لفيروس كورونا من خلال المقال التالي.

خلال الحرب العالمية الثانية، حدث انخفاض ملحوظ في انبعاثات الكربون؛ نظرًا لتوقف معظم الأنشطة البشرية، ونحن الآن على صدد أن نشهد انخفاض يكاد يكون غير مسبوق في انبعاثات الكربون حول العالم، حيث انخفضت نسبة انبعاثات الكربون اليومية عالميًا بنسبة %17وهي من أكبر النسب التي تم تحقيقها منذ الحرب العالمية الثانية، بل وتكاد تكون على الإطلاق.
أجبرت جائحة كورونا جميع دول العالم على تطبيق قوانين الحظر الصارمة بما في ذلك إغلاق الحدود، وتقليص حجم الأنشطة الاقتصادية، وبالتالي الحد من النشاط البشري. ومن المؤسف أن تأثير هذا الانخفاض قصير المدى، أي أنه سيعود الوضع إلى ما هو عليه بمجرد عودة الدول إلى الوضع الطبيعي.

تؤكد الدراسات التي أجريت أن نسبة %43 من هذا الانخفاض كان بسبب انخفاض حركة المرور للسيارات، الحافلات، والشاحنات، بينما انخفضت الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية بنسبة %19، ومن الجدير بالذكر أن توقف حركة النقل الجوي كان له تأثيرًا أيضًا، ولكنه بسيط جدًا مقارنةً بوسائل النقل السطحي، حيث يبلغ حجم الانبعاثات الناتجة عن السيارات والشاحنات 10 أضعاف حجم الانبعاثات الناتجة عن الطائرات.

يمكن القول أن نسبة الانبعاثات السنوية لعام 2020 من الكربون سوف تنخفض بنسبة 7 : 4 %، وتتوقف هذه النسبة على مدى التزام الدول بالحظر، وسرعة عودة النشاط الاقتصادي، وما نخشاه هو أن يتسمر تفشي الفيروس، وبالتالي سوف تلجأ الدول إلى عودة النشاط الاقتصادي، والذي سوف يزود نسبة الانبعاثات مرة أخرى.

إن انخفاض نسبة الانبعاثات بهذه النسبة فقط يؤكد على أننا نواجه تحدي صعب للتخلص من الانبعاثات المتزايدة من الكربون، حيث أن غاز الكربون يبقى في الغلاف الجوي لمدة طويلة، لذا؛ من المهم الحفاظ على نسبة الانخفاض هذه كل عام لتحقيق تغييرات طويلة المدى في المناخ العام على الكوكب، وهذا ما أثبتته الدراسات مؤخرًا، وتقول كورين لو كويري “Corinne Le Quéré” المؤلف الرئيسي للدراسة: “هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع تغير المناخ -أي لن يحدث ذلك من خلال فرض تغييرات سلوكية على الناس- نحن بحاجة إلى معالجتها من خلال مساعدة الناس على الانتقال إلى طرق معيشية أكثر استدامة”.

المصدر

كتابة: الاء نور الدين

مراجعة: داليا الشريف

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

آلاء نور الدين مغربي

كاتبة بقسم البيئة والطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى