البيئة والطاقة
هل يمكن أن نحوِّل نواتج عادم السيارات لنواتج أكثر أمانًا؟
هذا السؤال حيَّر العلماء كثيرًا؛ حتى وجدوا إجابات مُقنِعة، منها هذا النظام الذي سنتحدث عنه اليوم، وهو نظام يعتمد على مُحفِّز اسمه (zeolites).
الـ(zeolite) هو مركب أساسي في كثير من المركبات البترولية، بالإضافة إلى أنه شكلًا يتكوَّن من فتحات صغيرة جدًا؛ وبالتالي استخدامه كفلتر لكثير من المواد واحتفاظه بها داخل تلك الفتحات أمر سهل. الأمر الذي جعل هذا المركب مُفضَّل لدى لعلماء أنه لا يتأثر بدرجات الحرارة العالية وبالتالي آمِن عند استخدامه لتنظيف العوادم.
إذًا ما فكرة عمل هذا الجهاز؟
الجهاز عبارة عن وحدة (SCR) وهي وحدة مُتخصِّصَة في اختزال المركبات البترولية، يدخلها نواتج العادم من (NO2) وغيرها من مثيلات الـ(NOx)، وبوجود ذرات “كربون” منفصلة تعمل على كسر رابطة “الأكسجين” وترتبط به حتى يخرج النيتروجين في صورة (NH3). بعد ذلك ينفصل “الكربون” عن “الأكسجين” الذي يخرج في صورة (H2O) وبذلك يكون العادم قد تحوَّل إلى مركبات مفيدة.
تسائل الكثير: لمَ لا نسمع عن هذه الفكرة طالما هي نظيفة وسهلة، وتَحدُث في درجات الحرارة العالية والمنخفضة أيضًا؟
هذه الفكرة كانت في تصوير تحركات الذرات بالداخل، وهذا صعب؛ وبالتالي إثبات كل هذا عمليًا مستحيل حتى تَمكَّن العلماء من استخدام أشعة “إكس” ذات الطاقة العالية، وتمكنوا من رؤية النشاط بالكامل.
هذه التجربة -بالنسبة للعماء- بداية الطريق للتخلُّص من الملوِّثات، وليست فقط الملوثات الناتجة عن السيارات بل وغيرها من الملوِّثات.
