البيئة والطاقة

الانقراضات الخمس الكبرى ونواتجهم

على مر العصور والأزمنة تشهد الأرض انقراضًا تلو الآخر، البعض يكون بسيطًا إلى حد ما، والبعض الآخر يكون كارثيًا ويتسبب بمشاكل كبرى، سنقوم بالتعرف على أكبر خمس انقراضات تعرضت لهم الأرض، وتأثير كل منهم، وكيف جعلوا العلماء يشكون أننا نعيش الانقراض السادس، حينما تم اختفاء أكثر من 75% من الأنواع، ووضح أحد العلماء أنهم لا يعلمون سببًا واضحًا لهذه الانقراضات، لكنه على الأرجح له علاقة بالتغير السريع للمناخ.

  • الانقراض الأول

بنهاية عصر الأوردڤيسيان (هي الفترة الثانية من العصر الحجري القديم الذي يقع بين الكمبري والسيلوري)، قبل 444 مليون سنة تم فقد 86% من الأنواع. وُجدت حفرية لإحدى الكائنات المنقرضة في ذلك الوقت ويُدعى الجريبتوليت، يتراوح طوله من 2 – 3 سم، وهو أحد الحيوانات اللافقارية التي انقرضت في عصر الباليوزويك في الفترة الثانية للعصر الحجري القديم، وكان حيوانًا مائيًا يتغذى على المرشحات؛ وهي نواتج تصفية العوالق والعناصر الغذائية المعلقة بالماء، ويبني المستعمرات. يرجع ربما سبب الانقراض في ذلك العصر، إلى عصر جليدي قصير وشديد منذ حوالي مليون سنة أدى إلى انخفاض مستويات سطح البحر، وربما ارتفاع الأبلاشين، وتسبب في ذلك أن صخر السيليكات المكشوف حديثًا قام بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما تسبب بإحداث شيء يسمى قشعريرة الكوكب.

  • الانقراض الثاني

في أواخر العصر الديفوني قبل 375 مليون سنة، فقدت 75% من الأنواع؛ أحد تلك الأنواع نوع يسمى التريلوبيت بطول 5 سم، يعتبر أكثر الحيوانات تنوعًا ووفرةً من تلك التي ظهرت في الانفجار الكمبري قبل 550 مليون سنة. وقد ساعد في نجاح بقاء ذلك النوع لفترة كبيرة دروعهم الشائكة والوجه متعدد العيون، حيث نجوا من الانقراض الأول الكبير، ولكن تم القضاء عليهم تقريبًا في الانقراض الثاني.
النباتات البرية المتطورة حديثًا هي التي كانت الجاني المحتمل وكانت تغطي الكوكب خلال الفترة الديفونية، من خلال جذورها المتعمقة في الأرض كانت تطلق المغذيات في المحيط، يُرجَّح أن تلك النباتات هي المتسببة في إزهار الطحالب التي قامت بامتصاص الأكسجين من الماء، مما أدى إلى خنق سكان القاع مثل ثلاثية الفصوص.

  • الانقراض الثالث

في نهاية العصر البرمي قبل 251 مليون سنة، تم فقد 96% من الأنواع. هذا يُعد أسوأ حدث انقراض على الإطلاق لذا سمي باسم “الموت العظيم”، حيث كادت أن تنتهي الحياة على الأرض، وفي خلال هذه الفترة تم فقد الشعاب المرجانية المجدولة، وهي إحدى الأنواع المنقرضة التي يبلغ طولها حوالي 5 سم، لكن نجد في يومنا هذا أن الشعاب المرجانية مختلفة تمامًا، ونبحث عن سبب الاختلاف؛ كما كان بمنزلة صفة مثالية من الكوارث الطبيعية، حيث اندلع انفجار كارثي بالقرب من سيبيريا، وانفجر غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، حينها استجابت بكتيريا الميثان عن طريق تجفيفها لغاز الميثان، وارتفاع درجة الحرارة العالمية وتحمضت المحيطات وحدث لها ركود بسبب كبريتيد الهيدروجين السام.

  • الانقراض الرابع

في نهاية العصر الترياسي قبل 200 مليون سنة، فقدت 80% من الأنواع. وجد العلماء حفرية لأسنان وضعتهم في حيرة حول أصل تلك الشظايا السنية، واعتبروها خاطئة تعود إما للمحار أو الإسفنج، ولكن حينما تم اكتشاف حفرية سليمة في إسكتلندا في الثمانينيات، تم الكشف في الأخير عن الكائن صاحب تلك الشظايا؛ وهي فقاريات تشبه فك الثعبان مسماة، التي تتباهى بهذه المجموعة الرائعة من الأسنان المبطنة للفم والحلق، وهي كانت واحدة من أولى الهياكل التي بنيت من هيدروكسيبانيت (معدن غني بالكالسيوم ويُعد مكونًا رئيسيًا لأسناننا وعظامنا)، ومن بين جميع حالات الانقراض الكبرى لا يزال سبب إنهاء العصر الترياسي، هو الأكثر غموضًا ولم يتم العثور على سبب واضح.

  • الانقراض الخامس

نهاية العصر الطباشيري قبل 66 مليون سنة، فقدت 76% من جميع الأنواع. وُجدت حفرية لإحدى الأنواع تزينها بعض الغرز الورقية الرقيقة، التي تمثل بعض الهندسة المتقدمة حيث أدى ذلك إلى كون الأمونيت الشبيه بالحفار -أحد الكائنات المنقرضة طوله 15 سم- له القدرة على تحمل ضغط الغطس العميق بحثًا عن فريسته.
ربما تكون الديناصورات هي التي كانت تحكم الأرض خلال العصر الطباشيري، لكن المحيطات كانت تحكمها الأمونيتات، ولكن تم وضعها تحت ضغط نتيجة للنشاط البركاني والتغير المناخي، وكان الكويكب الذي أنهى عهد الديناصورات بمثابة الضربة الأخيرة، ولم يبقى سوى أعداد قليلة من الأنواع المتضائلة للأمونيتات في يومنا هذا، حيث يوجد أقدم كائن قريب من الأمونيت على قيد الحياة هو “نوتيلوس”، ولكن هل سيكون قادرًا على النجاة من الانقراض التالي؟

بعد أن شهدنا كل تلك الانقراضات، هل يمكن توقع ما سيحدث في الانقراض التالي؟ وكيف سيكون في عصرنا الحالي ومدى تأثيره وحجمه وما سينتج عنه؟

المصدر

كتابة: الزهراء جابر

مراجعة: نهاد حمدي

تحرير: محمد لطفي

تصميم: اسلام فيصل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى