الطب

“بديل المضادات الحيوية البكتيريوفاج”

ازداد الاهتمام بالبكتيريوفاج (bacteriophage) في الآونة الأخيرة بعد ازدياد ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية بمختلف أنواعها، حيث أصبحت المضادات الحيوية لا تجدي نفعًا في مواجهة هذه السلالات المقاومة.

 

البكتيريوفاج “bacteriophages”

هي فيروسات متخصصة في إصابة العديد من أنواع البكتيريا والقضاء عليها. وتعد فكرة استخدام فيروسات الفاج (phage therapy) في استهداف البكتيريا فكرة قديمة؛ حيث يتم استخدامها على نطاق واسع في أوروبا الشرقية، لكن اعتبارات الأمان وغياب التجارب التطبيقية المُثبِتة لكفاءة الفاج أعاقت انتشار استخدامه كمضاد للبكتيريا في غرب أوروبا.

 

ما هي ميكانيكية عمل الفاج؟

تقوم فكرة عمل الفاج على كونه من الفيروسات المحللة للبكتيريا، حيث يهاجم خلاياها ويرتبط بمستقبلات خاصة ومن ثم يخترق الخلية ويقوم بإعادة برمجتها في سبيل إنتاج نسل جديد من الفيروسات بعد تكسير الـDNA الخاص بالبكتيريا واستخدام بروتيناتها.
في العلاج بالفاج “phage therapy” تتطلب فاعلية العلاج معرفة العديد من الظواهر الحركية الجديدة وغير المعروفة مقارنةً بالعلاج بالأدوية التقليدية، والمقصود بحركية الدواء هي التغير الذي يطرأ على الدواء داخل الجسم، كما تتنبأ النظرية الحركية للعلاج بأن توقيت وزمن العلاج قد يكون حاسمًا في فاعليته مع إمكانية غريبة لفشل استخدامه كتطعيمات في حالة البدء المبكر في المعالجة، ولُوحظ تأثير عكسي آخر حيث وُجد أنه بالرغم من إمكانية استخدامه كمساعد للمضادات الحيوية إلا أن المضادات الحيوية قد تقلل أحيانًا من فاعلية الفاج في حالة الاستخدام المتزامن.

 

فماذا عن رد الفعل المناعي؟

يعتبر رد الفعل المناعي مصيريًا في فاعلية الفاج، يعتمد استخدام الفاج على المناعة الأولية للجسم “innate immunity”، حيث وجدت علاقة تحفيز بين المناعة الأولية وفاعلية الفاج، حيث تقل فاعلية الفاج عند نقص المناعة الأولية. بينما لا يتأثر بالمناعة الخلوية “cell-mediated immunity” الناتجة من خلايا T وB وNK المناعية، وفي تجربة معملية تم حقن فئران تجارب بنوع من البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي وهي “p.aeruginosa” ثم حُقنت الفئران بالفاج المحلل لهذه البكتيريا ، لوحظ عدم وجود البكتيريا في رئة الفئران واختفاء أعراض الالتهاب من الفئران بعد حقن الفاج!

 

من مميزات استخدام الفاج:

– قاتل فعّال للبكتيريا مع صعوبة تطور مقاومة بكتيرية له.
– يستطيع أن يستنسخ نفسه من عناصر البكتيريا ويتكاثر ثم يتوقف تكاثره بمجرد القضاء على البكتيريا المستهدَفة.
– إمكانية استخدامه مع المرضى الذين يعانون من الحساسية تجاه المضادات الحيوية
– وجود أنواع متخصصة لكل نوع بكتيري وبالتالي يمكن تجنب استهداف البكتيريا النافعة.
– سمية منخفضة.
– جرعة واحدة محتملة يمكن أن توفر راحة الجرعات.
– طبيعي وله تكلفة منخفضة نسبيًا.

مصدر 1 2 3 4

 

كتابة: عبدالله طاهر

مراجعة: أماني هشام

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: يمنى جودي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى