عندما ننظر للنجوم، نراهم على ما كانوا عليه منذ زمن، ليس على ما هم عليه الآن، وذلك لأن الضوء حتى يصل إلينا يحتاج إلى وقت كبير جدًا. استطاع العلماء الكشف عنها بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة، كانت الطريقة المباشرة تستخدم قديمًا بواسطة تلسكوبات غاية في القوة والدقة، ولكنها لسوء الحظ لم تعد متاحة حاليًا، فلجأ الباحثون للطريقة غير المباشرة وهي “إعادة التأين”، حيث افترض الباحثون أن تكون النجوم الأقدم هي سبب تغير خلفية الإشعاع المغناطيسي المعروفة بالخلفية الكونية للميكروويف.
وقد أشار بيتر كورزينسكي “Peter Kuzinski” مخرج برنامج تابع لمؤسسة العلوم الوطنية في نشرة صحفية بأن مصادر الضوضاء باستطاعتها أن تكون مشعة مائة مرة أكثر من الإشارة، وذلك أشبه بأن تكون في وسط إعصار هائج وتحاول سماع رفرفة جناح طائر الطنان. وقال الباحث جاد بومان “Bowman” عالم الكونيات أن الفريق أيضًا عرف أن أقدم نجوم الكون أصدرت كميات كبيرة من الآشعة فوق البنفسجية. عندما تفاعلت تلك الآشعة مع ذرات الهيدروجين، امتصت فوتونات الخلفية الكونية للميكروويف تاركة إشارة في ترددات الراديو وإشارة منها أن النجوم كانت تتشكل.
إيجاد تلك الإشارة الصغيرة جدًا فتح نافذة جديدة على الكون المبكر، لهذا فالاكتشاف لا يمنحنا لمحة عن تكون النجوم الأقدم للكون فقط، بل إنه أيضًا من الممكن أن يساعدنا في حل واحدة من أعظم ألغازها، وهي طبيعة المادة المظلمة، فإنه إذا تم التأكد من تلك الفكرة، فنكون قد تعلمنا شيئًا جديدًا وأساسيًا بشأن المادة المظلمة الغامضة التي تشكل 85 % من المادة في الكون، وهذا من شأنه أن يوفر أول لمحة عن الفيزياء خارج النموذج القياسي.
المادة المظلمة المحتملة ستكون الاكتشاف الرائد، كما أن هناك عدة مشاريع لمتابعة هذا المشروع “إعادة التأين” فهو بالفعل قيد التنفيذ.
كتابة: تسنيم مصطفى
مراجعة: رضوى أحمد
تصميم: ميار محمد
تحرير: أحمد عبدالستار
