اكتشف علماء الآثار مكانًا حيث عانى المصريون القدماء من موتهم
لطالما كانت الحضارة المصرية القديمة حديث العالم على مر العصور، وما زادها إثارة هو الغموض الذي يخيم على جميع مجالاتهم، والذي عانى العلماء والباحثون لكشف الغطاء عن هذه الأسرار التي أدهشت العالم أجمع، فكانوا وما زالوا يكتشفون الجديد، إليك واحدة من الاكتشافات الجديدة عن الفراعنة.
مؤخرًا قد تم الكشف عن مدفن مجهول في مقبرة سقارة المصرية، ووجدوا هناك ورشة تحنيط، حيث قام الكهنة بإعداد جثث المُتوفَّى للدفن، وكان المدفن على عمق 30 مترًا (98 قدمًا) تحت الأرض، وهناك قد عثر علماء الآثار على عدد من غرف الدفن بها ثلاثة توابيت خشبية وتابوت من الحجر الجيري ومومياء بالإضافة إلى غرف بها الأشياء التي يحتاجها الميت في الحياة الأخرى “حسب اعتقادهم”. وكان من بين الاكتشافات أيضًا شيء غير عادي، إذ أنهم وجدوا أحد التوابيت يحتوي على القناع الذي ترتديه المومياء، وكان القناع مصنوع من الفضة المطلية بالذهب وكانت عيناه مُطعَّمة بالكالسيت وحجر أسود ويمكن أن يكونا عقيقًا، ولم يتم العثور على قناع من هذا النوع منذ عام 1936 م.
وقد أشار عالم الآثار “رمضان بدري حسين” من جامعة “توبنجن” (Tübingen) ورئيس الفريق الألماني المصري الذي توصل لهذا الاكتشاف إلى أن اكتشاف القناع قد ترك أثرًا عميقًا. وقال: «تم الحفاظ على عدد قليل جدًا من الأقنعة المصنوعة من المعادن الثمينة حتى يومنا هذا؛ لأن مقابر معظم الشخصيات المصرية القديمة تم نهبها في العصور القديمة».
تمكن الفريق من معرفة هوية مرتدي القناع وكان الكاهن الثاني للآلهة الأم “موت” وكان أيضًا كاهن للإله “نيوت شيز”، وهو على شكل حية من الآلهة “موت”، وقد عاش وتُوفِّي خلال حكم الأسرة 26 وهي الحقبة الفارسية “Saite-Persian” التي امتدت من 664 إلى 404 قبل الميلاد.
ومع ذلك، تم كسر الجبس الملون الذي يحمل اسمه وكانت هناك قطعة مفقودة، لم يتمكن الفريق إلا من التأكد من أن اسم الكاهن قد ضم اسم الإلهة “نيث”.
ويتألف المدفن من مجموعة من المقابر، وقد وجدوا على كل واحد منها بقايا من قوالب الطوب والحجر الجيرى. وبذلك تأكدوا من أن الكهنة كانوا يحنطون الأجسام بهذا المكان قبل الدفن. وكان يحتوي على حوضين كبيرين ويوجد منحدر بينهما، وكان الحوضان محاطين بجدران من الطوب اللبن والتي كانت تُستخدَم على الأرجح لغرضين: لتجفيف الأجسام باستخدام نوع من المواد الحافظة الطبيعية التي تعتمد على الملح وتُسمَّى النترون ولإعداد ضمادات الكتان للتغليف. وقد عُثِر على قوارير تحتوي على أكواب قياس وأوعية منقوش عليها أسماء الزيوت المُستخدَمة في عملية التحنيط.
وقال حسين في مؤتمر صحفي: «نحن نقف أمام منجم ذهب للمعلومات»، «هذا مهم للغاية، فلدينا زيوت وأكواب قياس كلها معلومة، ومن هذا يمكننا العثور على التركيب الكيميائي للزيوت واكتشاف ما هي عليه». وبجانب المدافن، عثر علماء الآثار على جرار مستطيلة مرصوفة، استخدمها المصريون القدماء لوضع أعضاء المتوفى، التي أُزِيلت أثناء عملية التحنيط وتماثيل من الخزف لخدمة الميت.
استخدم الفريق التصوير الضوئي المتطور والمسح الضوئي بالليزر ثلاثي الأبعاد للمساعدة في توثيق شكل العمود المبتور من الصخرة الأساسية. ويقومون أيضًا بإنشاء عمليات مسح بالليزر ثلاثية الأبعاد لجميع المصنوعات اليدوية التي يجدونها فيها.
ومن المتوقع أن تؤدي المزيد من الحفريات إلى اكتشافات أكثر روعة.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: آيات أحمد
تصميم: محمد خالد
تحرير: اسلام حمدي