قليلٌ من التدخين لن يضر، إنها سيجارة واحدة فقط، لمَ تكتفي بسيجارة واحدة في اليوم؟
زد عليها ما شئت، فقد اعتاد جهازك التنفسي عليها. مرت أكثر من ثلاث سنوات منذ بدأت التدخين ولم يصبك شيء -بغض النظر عن ذلك السعال الصباحي- لا تخف إنه لا شيء. أعلم أنه أصبح يصاحب ذلك السعال القليل من البلغم، وتخطي مرحلة الصباح وأصبح ملازمًا لك طوال اليوم، لكنه شيءٌ عادي لا تخف.
ماذا هناك؟
ماذا أصابك؟
ضيق وصعوبة في التنفس، اختناق، تسارع ضربات القلب ثم لا تنفس نهائي. إنه سيناريو بسيط للتدخين، وما يحدثه على مر السنين في صاحبه من أمراض الانسداد الرئوي المزمنة.
قصبات هوائية، قصيبيات هوائية ونهايات طرفية للقصيبيبات ثم أكياس هوائية.
في الوضع الطبيعي يدخل الهواء ويخرج من خلالهم بسهولة دون وجود عائق أو حائل، لكن في حال إصابة الفرد بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) يحدث شبه انسداد في الأنابيب الهوائية بسبب تورم أو كثرة المخاط، وكذلك الحال في الأكياس الهوائية، فهي تفقد قدرتها على التمدد والانكماش بحسب الحاجة بسبب المخاط أو التورم.
أسباب الانسداد الرئوي المزمن:
• التدخين هو السبب الرئيسي والأكثر ظهورًا لإحداث هذا المرض، سواء كنت من المدخنين لفترات طويلة أو من المجاورين للمدخنين وأماكن التدخين.
• التعرض للغبار وملوثات الهواء أو المواد الكيماوية لفترات طويلة.
• قد تتسبب بعض الموروثات الجينية في إحداث COPD كنقص أحد أنواع البروتينات، وهي Alpha-1 antitrypsin ومع التدخين تزداد فرصة الإصابة.
أعراضه:
• السعال.
• كميات مخاط كبيرة مصاحبة للسعال.
• الأزيز (وهو صوت يشبه صوت الصفير مع التنفس).
• ضيق التنفس وصعوبته.
• انقباض وضيق في القفص الصدري، ويزداد مع المجهود البدني.
العلاج:
لا يوجد علاج تام لحالات الانسداد الرئوي المزمنة، ولكن ما ينتجه الأطباء من علاج يهدف إلى علاج الأعراض المصاحبة للمرض والعمل على منع تفاقم هذه الأعراض وازديادها سوءًاـ وكذلك منع المضاعفات كالفشل القلبي والرئوي. هناك أكثر من حل للعلاج منها:
• موسعات هوائية: استنشاق هذه الأدوية يعمل على توسيع الشعب الهوائية ويسهل دخول وخروج الهواء.
• كورتيكوستيرويد: يعمل على تقليل التهابات مجرى الهواء.
• المضادات الحيوية: قد يصفها الطبيب لضمان تجنب العدوى البكتيرية.
• مصل الأنفلونزا: هذا المصل يقلل فرصة الإصابة بالتعب.
• العلاج بالأكسجين: يقلل من ضيق النفس ويسهل الحياة اليومية.
في ببعض الحالات تفشل كل الطرق في تخفيف أعراض المرض، فيلجأ الطبيب إلى الطرق الجراحية والتي تتم فيها إزالة الجزء التالف واستبداله.
قد تساعد بعض العادات اليومية في زيادة كفاءة العلاج، مثل:
• التوقف عن التدخين إن كنت مدخنًا.
• المواظبة على العلاج.
• تجنب الأبخرة والمواد الكيماوية.
• المواظبة على الفحص الدوري.
• تناول غذاء صحي.
قالوا قديمًا الوقاية خيرٌ من العلاج، وهنا الوقاية لا تعب فيها، فيكفي أن نبتعد عن التدخين والأتربة لننعم بحياة هادئة خالية من الـ COPD .
كتابة: نيرمين بدر
مراجعة: طه عبدالخالق
تصميم: امنية عبدالفتاح
تحرير: هدير رمضان
