الطب

كل ما تحتاج معرفته عن الميلاتونين

لكي تفهم كيف يساعدك الميلاتونين على النوم، سأوضح لك دورة النوم الطبيعية. في داخلك ساعة بيولوجية تعمل بإيقاع منتظم، وتتأثر بالضوء والظلام، فتجعل جسدك يصحو أو يغفو حسب مواعيد منتظمة، تقع الساعة البيولوجية في منطقة بالمخ تسمَّى “نواة التأقلم”.

يصل الضوء المحيط بك لنواة التأقلم، فيتوقف إفراز الغدة الصنوبرية للميلاتونين الذي صاحبك طوال الليل، ويفارقك مع سطوع النهار.

تحتوي بعض الأطعمة عليه، إضافةً إلى المكملات الغذائية المتوفرة في صورة أقراص أو حلوى مضغية.

في مقالنا، سنتعرف على أسباب لجوء البعض لتناول الميلاتونين، وتأثيراته السلبية على الجسم.

لماذا يستخدم البعض حبوب الميلاتونين؟


يفرز الجسم بصورة طبيعة، وبدا أن له تأثيرات سلبية طفيفة، ولهذا السبب توجه الباحثون لاختباره كعلاج لبعض الحالات المرضية:

اضطرابات النوم
ينظم الميلاتونين الطبيعي دورة النوم لديك، فيخبر جسدك متى يحين وقت النوم، ولمكملاته فوائد مُتعددة لنوم أفضل.

في عام 2013، رجحت إحدى الدراسات البحثية أنه له القدرة على تحسين مدة وجودة النوم، والوقت الذي تحتاجه لكي تستغرق في النوم، وبالرغم من ضعف فعاليته مقارنة بالعقاقير الأخرى التي تساعد على النوم، يعدّ الميلاتونين أكثر أمانًا.

أما في دراسة أُجريت عام 2014، نجح في مساعدة الأشخاص الذين يمرون باختلاف التوقيت والأشخاص الذين يعانون من الأرق، ولكن لم تتضح أي فائدة صحية للعاملين بنظام الدَوَامات المتغيّرة.

الصداع
قد يمنع بعض أنواع الصداع مثل الصداع النصفي والصداع العنقودي، ولكن لم يصل الباحثون للجرعة والتركيب المُناسب لعلاج تلك الحالات.

السرطان
كشفت بعض الدراسات عن فائدة محتملةله لدعم علاج بعض أنواع السرطان مثل: سرطان الرئة، الكلية، الثدي، المخ، والقولون.
هناك بعض الأدلة على أنه قد يساعد على مكافحة السرطان في مراحل تكوينه وانتشاره.
ولكنها دراسات لا تكفي لاعتماده في علاج السرطان.

مرض الزهايمر
اتضح أن مستويات الميلاتونين تنخفض لدى مرضى الزهايمر، وثبُت أن الحالة الإدراكية تتحسن مع تناول مكملات الميلاتونين.

طنين الأذن
كشفت إحدى الدراسات أن له تأثيرًا مخففًا لطنين الأذن، وقد يكون ذلك بسبب تركيبه المُضاد للأكسدة أو تَحسُّن النوم.

الوقاية من الإشعاعات
تُستخدم الإشعاعات في علاج عدة أمراض ومنها السرطان، ولكن مع فائدتها الطبية، تظل الإشعاعات مصدر ضرر للمرضى، فتُسبب تَراكم الشوارد الحرة السامة في الجسم، وكَون الميلاتونين مضاد للأكسدة يحمي الجسم من تلك الشوارد الحرة، إضافةً إلى دوره في مكافحة السرطان.

هل نجد الميلاتونين في الطعام؟

نعم، اكتشفه العلماء في العديد من الأطعمة ومنها:

  • المكسرات، خاصةً الفستق.
  • السمك.
  • البيض.
  • الفِطر.
  • الطماطم.
  • العنب.
  • الفراولة.الفلفل.

هل يسبب الإدمان؟


يرجِّح العلماء أن الميلاتونين لا يترك أعراض انسحاب أو أي علامات إدمان عند استخدامه على المدى القصير، ولكن نحتاج لمزيد من الدراسات على المدى الطويل لثبوت أمانه.
ورغم ذلك، تَأثَّر نوم بعض الأشخاص عند توقفهم عن تناول الميلاتونين.

حالات يجب فيها تَجنُّب تناول الميلاتونين

  • إذا كان الشخص يتناول الأدوية الخافضة لضغط الدم.
  • إذا كان الشخص يتناول الأدوية المُسيلة للدم.
  • مرضى السكري.
  • مرضى الاضطرابات التشنُجية.
  • الحساسية تجاه الميلاتونين.
  • اضطرابات تسبب النزف، مثل الهيموفيليا.
  • مرضى الاكتئاب.
  • تناول الأدوية المُثبطة للمناعة.

ما مدى أمانه على الحوامل والأطفال؟


لا تتوفر أبحاث طويلة المدى تثبت أمان الميلاتونين على الحوامل أو الأطفال، لذا يجب عليكم الرجوع للطبيب عند تناوله، وننصح بالبدء بأقل جرعة ممكنة.

أخيرًا، أُذكركم أنه ليس هناك ما يمكن وصفه بالآمن مائة بالمائة، وتختلف نِسب الخطورة والأمان من شخص لآخر باختلاف العمر والحالة الصحية، لذا يجب عليكم دومًا الرجوع للطبيب قبل تناول أي مكملات أو أدوية.

المصادر 1 2

كتابة: تقى عوف

مراجعة: مي أبو زيد

تدقيق لغوي: محمد لطفي

اظهر المزيد

تقى محمد عوف

صيدلانية شغوفة بتبسيط المعلومات الطبية لنشر التوعية الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى