هل الكائنات الفضائية موجودة؟
يؤمن عالم الفضاء الإسرائيلي ورئيس قسم علم الفلك بجامعة هارفارد آفي لوب (Avi Loeb) إيمانًا شديدًا بوجود كائنات أخرى غير البشر في هذا الكون. قضى آفي وقتًا طويلًا وهو منشغل بالبحث في هذه المسألة، متكهنًا بأن الانفجارات الراديوية السريعة يمكن أن تكون عبارة عن رسائل من الكائنات الفضائية، واقترح أن يكون الأجسام النجمية الضخمة التي تتجول في نظامنا الشمسي ما هي إلا مسبار من حضارة أخرى.
عندما تعثر علماء الفلك في هاواي عبر أول كائن معروف بين النجوم في أواخر عام 2017 – وميض من الضوء يتحرك بسرعة كبيرة وراء الشمس بحيث لا يمكن أن يأتي إلا من نجم آخر – كان لوب قد قضى من عمره ثلاثة عقود وهو أستاذ في الجامعة وكانت معظم كتاباته تتعلق بطبيعة الثقوب السوداء والمجرات المبكرة وغيرها من الموضوعات، وعندما كان يحاول الفلكيون معرفة كيف وصل هذا الجسم النجمي (أُوموموا) إلى مجرتنا، اقترح لوب بثقة أنه ربما جاء من حضارة أخرى.
يفترض معظم العلماء أن (أوموموا) عبارة عن نوع من الصخور، سواء كان كويكبًا تم إلقاؤه من أحد النجوم في الانهيار منذ مئات الملايين من السنين، أو مذنبًا جليديًا يتجول في الفراغ بين النجوم. بينما يشير لوب إلى أنه يتحرك بسرعة أكبر من كونه مجرد صخرة خاملة، كما يبتعد عن الشمس كما لو أن شيئًا ما يدفعه من الخلف.
يجادل لوب كثيرًا حول سلوك (أوموموا) بأنه لا يمكن أن يكون مجرد مجموعة من الصخور على شكل حبة بطاطس طويلة، أو يشبه منحرف طوله كيلومترًا واحدًا وسُمكه لا يزيد عن ملليمتر واحد، فهو رقيق وخفيف لدرجة أن ضوء الشمس يدفعه لخارج نظامنا الشمسي. على الرغم من أنه حتى الآن لم يؤكد توقعاته، إلا أنه يقول أنه لا يستطيع التفكير في أي شئ آخر سوى تلك الكائنات الفضائية.
في مقابلة جديدة مع المجلة الألمانية Der Spiegel فتح لوب الباب على مصرعيه لأفكاره حول البحث عن الكائنات الفضائية وما قد يعنيه التواصل الأول بيننا للحضارة الإنسانية، معربًا أن ذلك قد يكون من أكثر الحوادث الاستثنائية في تاريخ البشرية.
أضاف لوب أثناء حديثه مع المجلة:”إذا فكرنا في تاريخ البشرية، فقد تغير المنظور مع تطورنا من فرد إلى أسرة ثم قبيلة وبلد وأخيرًا وجدنا قارات أخرى وأشخاص يعيشون هناك”، مضيفًا “إذا كنا الآن على وشك العثور على كائنات أخرى خارج كوكب الأرض، ستكون هذه هي أكبر خطوة على الإطلاق”.
يقول لوب أنه من شبه المستحيل أن نتنبأ بما قد يكون عليه الاتصال الأول بتلك الكائنات، وذلك بسبب اختلاف الطرق التي قد تتطور بها الحياة داخل الأرض وخارجها.
وقال:”لا أستطيع أن أخبركم كيف ستكون هذه اللحظة، و لكنها ستكون صادمة، لأننا منحازون لتجاربنا الخاصة، نحن نتخيل تلك الكائنات بأنها قد تكون مماثلة لنا، ولكن في الحقيقة ربما تكون مختلفة عنا جذريًا”.
“يكون لدي مشكلة عندما تخترق أحداث الفيلم قوانين الفيزياء، في هذه الحالة لا يمكنني الاستمتاع بالتجربة”. كانت هذه إجابة لوب عندما سُئل أثناء حواره مع المجلة عن ما إذا كان يحب الخيال العلمي.
كتابة: سارة محمد
مراجعة: هاجر حسين
تصميم: عمر حسن
تحرير: اسراء وصفي