اكتشف فريق من علماء الفلك بقيادة آن ماري لاغرانج “Anne-Marie Lagrange” باحثة في المركز القومي للدراسات الفضائية في معهد الكواكب والدراسات الفلكية بغرونوبل “CNRS/Université Gernoble Alpes” كوكبًا عملاقًا ثانيًا يدور حول النجم بيتا بيكتوريس “Beta Pictoris”، وهو نجم صغير نسبيًا عمره حوالي 23 مليون سنة، ويبعد حوالي 63.4 مليون سنة ضوئية ويحيط به حليقة من الغبار.
لقد أبهر نظام بيتا بيكتوريس علماء الفلك على مدار الثلاثين سنة الماضية، حيث تمكنوا من مراقبة تكوين النظام الكوكبي حول نجمه، تم اكتشاف المذنبات في النظام بالإضافة إلى النجم العملاق الغازي بيتا بيكتوريس الذي اكتشفه فريق لاغرانج في عام 2009. هذه المرة كان على الفريق تحليل أكثر من 10 سنوات من البيانات عالية الدقة التي تم الحصول عليها باستخدام أدوات “HARPS” في مرصد “La Silla” في “ESO” في تشيلي من أجل اكتشاف وجود “Beta Pictoris C2″، يكمل هذا الكوكب العملاق -الذي تبلغ كتلته 9 مرات كتلة المشتري- مداره في حوالي 1200 يوم، وهو قريب نسبيًا من نجمه (تقريبًا المسافة بين الشمس وحزام الكويكبات). ويأمل الباحثون في معرفة المزيد عن الكوكب من بيانات مركبة الفضاء “GAIA” ومن التليسكوب العملاق الذي يتم إنشاؤه حاليًا في تشيلي.
الطريقة المستخدمة في اكتشاف الكوكب كانت طريقة السرعة الإشعاعية، حيث أن مدار الكوكب والنجوم يكون حول مركز الثقل المشترك والذي يقع عادةً داخل النجم. في وجود كوكب واحد يرسم النجم مدارات صغيرة جدًا، ولكن مع ذلك يمكن اكتشاف هذه المدارات بواسطة طريقة السرعة الإشعاعية التي تستند على تأثير توبلر (يتحول طيف الضوء الخاص به بالتناوب بين اللون الأزرق والأحمر). بيكتوريس هو نجم ضخم نسبيًا (تقريبًا ضعف كتلة الشمس) يخضع لنبضات كثيرة (يتغير حجمه بشكل دوري)، والإشارة التي يتم الحصول عليها معقدة للغاية، وكان من الضروري أولًا طرح تأثير النبضات. في الحقيقة هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف كوكب باستخدام هذه الطريقة.
كتابة: أحمد مغربي
مراجعة: سارة صلاح
تحرير: ميرنا عزوز
تصميم: عاصم عبد المجيد
