الطب

تحذيرات جديدة ضد استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أثناء الحمل

صرَّحت منظمة الغذاء والدواء في يوم 15 أكتوبر أن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية “NSAIDS” لم يعد آمنًا في الثلث الثاني والثلث الأخير من الحمل؛ نظرًا لوجود خطورة لإصابة الجنين بضرر بالغ في الكلى.

وبما أن كلى الجنين هي المسؤولة عن إنتاج السائل الأمنيوسي -السائل المحيط بالجنين في رحم الأم- من بداية الأسبوع العشرين من الحمل، فتضررها يعني أن السائل حول الجنين سيقل لدرجة كبيرة.

ولنتخيل حجم الخطورة، سأصف السائل الأمنيوسي بسائل الحياة للجنين، حيث أنه:
1- يحتوي على هرمونات وعناصر غذائية وأجسام مضادة لأنواع مختلفة من البكتيريا، فيحميه من العدوى.
2- يعمل السائل الأمنيوسي أيضًا كمصد حماية للجنين ضد الصدمات.
3- يساعد الجنين على تكوين الرئتين والجهاز الهضمي.
4- يسمح بتطور عضلات الطفل عندما يتحرك بحرية في السائل الأمنيوسي.

  • ماذا وجدت منظمة الغذاء والدواء؟

بمراجعة الأبحاث وبلاغات الأعراض الجانبية التي جائت للمنظمة، تبين أن هناك 35 حالة من مشاكل الكلى وقلة السائل الأمنيوسي والمرتبطين بتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

حالتين منهم ماتوا بمشاكل في الكلى، وتأكدنا من قلة السائل الأمنيوسي بعد تناول الأمهات لمضادات الالتهاب أثناء فترة الحمل.

ثلاث حالات ماتوا بمشاكل في الكلى، ولكن لم يؤكد نقص السائل الأمنيوسي.

في 11 حالة، رصد قلة السائل الأمنيوسي عند تناول مضادات الالتهاب في الحمل، وعاد إلى حجمه الطبيعي عندما توقفت الأمهات عن تناوله.

تشابهت المعلومات التي وجدناها مع الأبحاث السابقة.

  • ما هي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؟ ولماذا نستخدمها؟

استخدم البشر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لعقود، مثل الإيبوبروفين، والنابروكسين، والأسبيرين، والسيليكوكسيب، والديكلوفيناك؛ لتسكين الآلام وعلاج التهاب المفاصل، ونزلات البرد، والصداع.

تعمل تلك الأدوية على تثبيط إنتاج بعض المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم في حالات الالتهاب، وتوجد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في الكثير من التركيبات الدوائية، مثل أدوية البرد ومسكنات الآلام.

  • هل هناك آثارًا جانبية أخرى لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية؟

في الحقيقة، ينصح للنساء اللاتي يخططن للحمل التوقف عن استخدام المسكنات NSAIDS، وذلك لأنهم أظهروا في التجارب الحيوانية تدخلًا في زراعة الكيسة الأريمية “Blastocyst” في الرحم، مما يحفز الإجهاض المبكر.
تحفز الNSAIDS الغلق المبكر للقناة الشريانية، مما يسبب ارتفاع ضغط رئة الجنين، عليك تجنبهم تمامًا في الشهور الأخيرة.
قد يسبب استخدامهم تمديد فترة الحمل وصعوبة بدء الرحم في المخاض.
قد يتسببوا في فقدان الكثير من الدم في الولادة.

  • ما الإجراءات التي ستتخذها منظمة الغذاء والدواء؟

ستتطلب المنظمة من جميع شركات الأدوية تعديل النشرات الدوائية وتحذير المرضى من استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بعد الأسبوع العشرين من الحمل؛ لما فيه من خطر على الجنين.
إذا وجد الطبيب المعالج ضرورة استخدامها، عليه وصف أقل جرعة ممكنة من الدواء لنقلل من الخطورة المحتملة.
على الطبيب متابعة السائل الأمنيوسي بالموجات فوق الصوتية في الثماني وأربعين ساعة التالية بعد تناول الدواء.
يستثنى الأسبيرين 81 مللي جرام؛ لاعتماد الكثير من الحوامل عليه.

  • ماذا عليكِ أن تفعلي إن كنتِ حاملًا وتشعرين بالألم؟

كونكِ حاملًا لا يعطيك مناعة ضد الألم، بل إن ألم العضلات والظهر عرض من أعراض الحمل، فهل تضطرين أن تسألي الطبيب قبل تناول كل حبة دواء مسكنة للآلام؟

الإجابة: نعم، عليكِ استشارة الطبيب قبل تناول أي مركب دوائي حتى لو كان آمنًا تمامًا قبل الحمل؛ هذا لأن الدراسات حول سلامة الأدوية على الأجنة ليست كافية.

عليك أن تناقشي مع الطبيب المخاطر التي ستتعرضين لها أنتي وطفلك مقابل الفوائد التي ستعود عليكِ، والبدائل الآمنة قبل اتخاذ القرار بخصوص تناول أي دواء في فترة الحمل.

غالبًا ما سينصحك الطبيب بتناول الباراسيتامول كمسكن، ولكن عليكِ ألا تفرطي في استخدامه أيضًا؛ لوجود بعض الدلائل التي تربط اضطراب فرط الحركة عند الأطفال بالاستخدام المفرط للباراسيتامول.

في النهاية، أتمنى لكِ حملًا مريحًا، وولادة سهلة، وطفلًا بأفضل صحة.

المصادر: 1، 2، 3

كتابة: تقى عوف

مراجعة: أحمد جمال

تدقيق لغوي: شدوى محمود

اظهر المزيد

تقى محمد عوف

صيدلانية شغوفة بتبسيط المعلومات الطبية لنشر التوعية الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى