علم النفس

الشخصيات السامة (Toxic people)

يظهر في حياتنا العديد من الشخصيات، منهم ما يضيف لها السعادة والبهجة، وتعتبر العلاقة نافعة للطرفين، ومنهم ما يضيف التعب والإرهاق، وتصبح علاقة سامة تضر بأحد أطرافها.

ما السبب وراء تلك العلاقات السامة؟ وكيف ندرك تلك العلاقة للتعامل معها بحرص؟ أو لنتخلص منها؟
تتسم بعض الشخصيات ببعض الصفات التي تجعل العلاقة مؤذية نفسيًا، تسمى هذه الشخصيات بالشخصيات السامة. ما هي تلك الشخصيات؟ وما هي أنواعها؟ وكيف نستطيع التعرف عليهم؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

الشخصيات السامة

هي الشخصيات التي تشعرك دائمًا بالسوء بعد التعامل معهم، وذلك لوجود بعض الصفات التي تسبب الأذى، فمن الأفضل معرفة الشخصية جيدًا، وتحديد السلوكيات المسببة للمشاكل لمن حولهم، لذلك سنتعرف على بعض صفاتهم، ومنها:

1- يتسم بالتلاعب، فهو بارع في استخدام الأشخاص تجاه مصلحته الخاصة، ولا يهتم بأهداف الآخرين.

2- الاستمرار في النقد والحكم على الآخرين. إذا كان لديك صديق به تلك الصفة، فيجب أن تستعد للنقد دومًا، فيستمر دائمًا باللوم والعتاب، لماذا لم تفعل، ولماذا لم تجب، ويستمر في النقد باستمرار

3- لا يميل إلى الاعتذار، فهو لا يرى نفسه مخطئًا، لذلك لا يرغب في الاعتذار، بينما يرى دائمًا أخطاء الآخرين تجاه نفسه وليس العكس.

4- لا يقدم الدعم والاهتمام للآخرين.

5- كثير الشكوى على أبسط الأشياء.

6- محبط لا يتسم بالتفاؤل؛ ولذلك يسبب الإحباط لمن حوله.

7- يتسم بحب الذات.

تلك هي بعض صفات الشخصية السامة، ولكن هل توجد تلك الصفات في كل الشخصيات؟ أم تختلف من شخصية لأخرى؟

نعم، تختلف الشخصيات، وتتركز صفات معينة في كل شخص تجعله يُصنَف بنوع معين من أنواع الشخصيات، فدعونا نعرف:

ما هي أنواع الشخصيات السامة؟

1- الشخصية النرجسية:

تتسم تلك الشخصية باهتمامها الزائد بنفسها، لا تدع من حولها يتحدث، هي فقط من تتحدث، ولا تسمع إلا نفسها، ولا تهتم باحتياجات الآخرين.

2- الشخصية المسيطرة:

تتسم تلك الشخصية بالسيطرة على من حولها، تتحكم في كل شيء، وكل ما يتعلق بالآخرين.

3- الشخصية المحبطة:

يوجد منها الكثير، فكثير ما نعرف في حياتنا شخصية محبطة لا تتوقع الجيد، لا تمدح، فقط تنتقد، وتستمر في الشكوى باستمرار.

4- الشخصية الاعتمادية:

هذه الشخصية تعتمد على الآخرين في تلبية اهتماماتها، ولا تهتم باهتمامات الآخرين.

وبعد معرفتنا لأنواع الشخصيات السامة، لابد أن نعرف كيف نتعامل معهم.

ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع الشخصيات السامة؟

من الأفضل أن نعرف كيفية التعامل مع ذلك النوع من الشخصيات، ومعرفة السبب الرئيسي وراء تلك المشاكل التي تسببها، فيمكنك اتباع بعض النصائح لكي تقلل المتاعب النفسية.

1- حاول عدم الدخول في تفاصيل حياتهم، وعدم تأييدهم، أو رفضهم.

2- لا تنجرف تجاه تصرفاتهم بمشاعرك وتفكيرك، فهذا سيسبب لك الإرهاق والتعب؛ لإنهم كثيرو الشكوى.

3- عند معرفتك بقرب شخص سام إليك، فإن هذا يقلل من المتاعب، وتستطيع التعامل معه.

4- حاول التحدث معه وإخباره عن سوء تلك التصرفات.

5- ضع لنفسك الأولوية دائمًا، ضع الأولوية لاهتماماتك أولًا.

6- أظهِر بعض التعاطف، بالأخص للشخصيات التي تشعر أنها تريد التغيير، وتريد تحسين تلك التصرفات، ولكن تحتاج فقط للدعم من أحد المقربين، لذلك؛ أقدم على تلك الخطوة ولا تتردد.

7- تحلَ بالشجاعة، فإذا احتاج الأمر إلى قول (لا)، فلا تتردد واعطِ قراراتك الأولوية.

8- حاول تحديد الوقت أثناء المقابلة معه، لا تجعل الوقت مفتوحًا.

9- لا تكن متاحًا في كل الأوقات؛ لتقلل من الاحتكاك والمتاعب.

10- تذكر دائمًا أنك لست مخطئ، فالتعامل مع الشخصية السامة يشعرك دائمًا بأنك مخطئ، ولذلك يجب عليك التذكرة بذلك باستمرار.

في النهاية عزيزي القارئ، الشخصيات السامة في كل مكان، ومن المؤكد تعاملت مع أحدهم في يوم ما، يمكن أن تكون العلاقة ما زالت موجودة، أو اضطررت لإنهائها؛ لما سببته من أذى نفسي لك، ولذلك تعلم أن الحياة لا تقف على شخصٍ ما، ولا يجب أن تجعل حياتك حول شخص واحد، فتنهار حياتك بخروج ذلك الشخص منها. الأفضل أن تتعرف عليهم، ولكن لا تجعل أحد يؤثر على حياتك بالسلب، وإذا تعاملت بتلك الطريقة، فلا داعي لإنهائها، فقط تفهم طبيعة الشخص السام، وتعامل معه كما يجب أن يكون.

المصادر: 1، 2

كتابة: رحمة يوسف

مراجعة: محمود أحمد علام

تدقيق لغوي: إسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى